وقد زرت مبنى من المباني الحكومية الكبيرة في الولايات المتحدة مع أحد المسلمين العاملين في الشؤون الدينية للمسلمين في الجيش الأمريكي، ودخلت غرفة في مفترق طرق يسمونها غرفة العبادة لمختلف الديانات وفيها كتب ومراجع لمختلف الديانات، ولاحظت وجود ما يسمونه كتبهم المقدسة منسقة بشكل جيد على الأرفف، فسألت عن ترجمة معاني القرآن الكريم ما دامت هذه غرفة للجميع؟ فأخبرت بأنه توجد أحيانا نسخ منها، ولكن يقوم بعض المارة بإلقائها في سلة المهملات!.
٣ - ضعف انتشار ترجمة معاني القرآن الكريم بسبب ضخامة المصنف الحاوي لها وللنص القرآني، وهذا لا يؤثر فقط في تناول غير المسلمين لها بل حتى في المسلمين، ولقد سمعت مطالبات كثيرة من المرشدين الدينيين للمسلمين في الجيش والسجون الأمريكية بترجمة مستقلة لمعاني القرآن الكريم، ولسان حالهم يقول: أنا لا أستطيع قراءة القرآن، ولو استطعت فإن المصاحف موجودة متيسرة أكثر من الترجمات، فلماذا تقللون استفادتنا من الترجمات الجيدة بالإصرار على وجود النص القرآني؟
وربما عمد بعضهم إلى ترجمات غير مناسبة تصدرها جهات غير مؤهلة لأنها وفرت لهم الترجمة بحجم الجيب مستقلة يستطيع التنقل بها في كل مكان.
٤ - الحرج في تنسيق صفحات الترجمة، فلا شك أن الترتيب بوجود النص القرآني سيكون من اليمين إلى اليسار؛ لأن المصحف أولى بالاعتبار والاحترام في هذا الجانب.
لكن ذلك إخلال - من جهة أخرى - بنسق أكثر الترجمات المكتوبة باللغات التي ترتيبها من اليسار إلى اليمين، ولما كنا نريد التأثير في القارئ فحري أن نحترم نسق لغته وما اعتاده فيها، ولا يتأتى ذلك إلا باستقلال الترجمة.


الصفحة التالية
Icon