ولقد جربت بنفسي كم هو ثقيل أن تقرأ مكتوباً بالعربية نسقت صفحاته من اليسار إلى اليمين، وقد يكون كلاماً جيداً يشدك كاتبه وهو يتحدث عن مبادىء أساسية لفهم القرآن، إلا أنك تشعر بشيء غير طبيعي لمتابعة الموضوع وبخاصة عند تقليب الصفحات، بل إنك تنظر في رقم الصفحة مراراً لتتأكد من أنك في الصفحة التي تلي سابقتها !.(٧٤)
وعلى ذلك فإن من المصلحة الشرعية أن نخرج ترجمات معاني القرآن الكريم الموجهة إلى غير المسلمين مستقلة عن الأصل القرآني، أو التفسير الذي بنيت عليه - إن وجد -، بل ليس هناك ما يمنع أن تكون بعض الإصدارات الموجهة للمسلمين كذلك، ويكفي لدفع توهم أن الترجمة قرآن أن يوضع ما يبين ذلك في الصفحة الأولى وبخط عريض.
المسألة الثانية : تنوع طرق الإخراج والطباعة والعناية بالفهارس الموضوعية.
تجدر الإشارة - ونحن نتحدث عن الإخراج لشكل الترجمة - إلى فائدة تعدد حجم طبعات الترجمات وشكلها - سواء أكانت شاملة للقرآن أو في جزء أو موضوع منه، وفي ذلك تيسير على فئات كثيرة من الناس يكثر في حياتها التنقل والحركة مثل الحرفيين والجنود ونحوهم، ولعلنا ندرك فائدة هذا التعدد في طباعة المصحف الشريف ذاته.
وكما سمعت مطالبات بعض المسلمين بترجمات مستقلة، فقد سمعت مطالبات بإخراج طبعات تكون بحجم الجيب؛ تسهل عليه حملها والتنقل بها، وتكون في متناوله حيثما كان.
ومن عادة كثير من الشعوب في العصر الحاضر قراءة الكتب في أثناء تنقلاتها وأسفارها، ولا أظن أن ذلك سهل في قراءة ترجمة معاني القرآن الكريم بالطبعات والإصدارات الضخمة التي ننتجها، لكنه سيكون خلاف ذلك لو تعدد إخراج الطبعات وأحجامها، واستقلال بعض الإصدارات بأجزاء أو سور أو موضوعات محددة، كما هو الحال في إصدار ذلك باللغة العربية.