أما الفهارس الموضوعية فهي غاية في الأهمية في الدلالة على محتويات الأعمال الكبيرة، وبخاصة عند إصدار الترجمة كاملة، ولا شك أن أي باحث يرى ويلمس ثمرة الفهرس الموضوعي، وبقدر ما يكون متقنا وشاملا يكون مفيدا، ومما يتصل بفكرة هذا البحث أن نؤكد أهمية الاعتبار الدعوي عند صناعة ووضع الفهارس الموضوعية، بحيث تنطلق تلك الفهارس من منطلق أن هذا القرآن كتاب دعوة وهداية، فيبين في تلك الفهارس موضوع الدعوة وأهدافها وثمراتها وأساليبها ومصير المخالفين لها، ونحو ذلك.
ثانيا : طريقة نشر الترجمة :
ونعني به النظر في الكيفيات التي نوصل بها هذه الترجمات إلى أكبر عدد من الناس.
وفيه ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : النشر التجاري وعدم الاقتصار على التوزيع المجاني.
المسألة الثانية : النشر الإلكتروني.
المسألة الثالثة : الوصول إلى المكتبات العامة التي يرتادها مختلف الناس.
وإلى شيء من تفصيل هذه المسائل :
المسألة الأولى : النشر التجاري وعدم الاقتصار على التوزيع المجاني.
قمت بزيارة عدد من المكتبات التجارية الكبرى في عدة بلدان، ولاحظت نقصاً كبيرا في انتشار ترجمة معاني القرآن الكريم، في مقابل انتشار مصادر وكتب الديانات الأخرى، وبعناية فائقة في الإخراج والعرض، وعند وجود الترجمة فإن المعروض بشكل كبير وفي أكثر من مكان هو ترجمات المستشرقين أو المبتدعة.
وهذا قصور كبير ينبغي تداركه، فإن هذه المكتبات يرتادها كثير من الباحثين عن الدين الحق، ومن التقصير البين أن لا نعمل على وجود الترجمات الصحيحة في مثل هذه الأماكن.