ولعل القارئ يتساءل عن سبب عدم وجودها مع أن جهود المجمع في القيام على هذه الترجمات وإتقان طباعتها وإخراجها وتوزيعها فائق إلى حد كبير، ولا أجد جواباً على ذلك إلا أنه ربما كان بسبب التركيز على التوزيع المجاني لهذه الترجمات، وإذا نشرت تجارياً فهي في مراكز المسلمين ومحلاتهم التجارية، وقد لا تصل في غالب الأحيان إلى المكتبات التجارية الرئيسة.
ولذا فإن من الواجب الاهتمام بالنشر التجاري وبخاصة مع المكتبات ودور النشر الرائدة في البلد الذي تسوده اللغة التي تمت الترجمة إليها.
أعلم أن المجمع لا يهدف إلى الربح المادي، لكن هذا الهدف ينبغي أن لا ينسينا المقصود الأساس من القيام بهذه الترجمات، وهو دعوة الناس إلى دين الله تعالى ونشر هدايته بينهم.
ولذا ينبغي إجراء التنسيق مع هذه المؤسسات والمكتبات ودور النشر حتى لو تنازلنا في مقام التفاوض معهم عن بعض الحقوق المادية، فالهدف هو الدعوة إلى دين الله من هذا الطريق المهم.
وأرجو أن يتحقق عدد من المصالح من خلال النشر عن طريق المكتبات التجارية في البلدان التي تسودها لغة الترجمة، ومن هذه المصالح:
- سعة الانتشار الذي تجيده هذه المؤسسات من خلال منافذها وطرقها التسويقية.
- تحقق المعنى الاختياري لدى المدعو عند حصوله على هذه الترجمات بالشراء، وهو معنى مهم لدى شرائح كبيرة من الناس، فأهمية الاختيار الشخصي يؤثر في الغالب في عدد من النشء أكثر من الحصول على الشيء مجانا، وهو الأمر الذي يمكن أن يفهم على أنه شكل دعائي، لا ينبغي أن يعار اهتماما، وكما يعبر شيء لا قيمة له.
- العائد المادي الذي ينتج عن بيعها، ولا شك أنه سيعين على مواصلة الجهود واستمرار نشر كتاب الله عز وجل، ويمكن إنشاء مؤسسات وقفية تدير هذه العوائد وتنظم طريقة جمعها واستثمارها وصرفها على نشر كتاب الله عز وجل وترجمات معانيه.
المسألة الثانية : النشر الإلكتروني :