إن مقولة أننا في عصر الكمبيوتر مقولة تدل على أهمية تقنية الحاسب في مجالات شتى من حياتنا المعاصرة، ومن هذه المجالات المجال العلمي.
والمستجدات التي أصبح لها أهمية في حياة الإنسان وتعينه على معاشه مما يشترك البشر في ضرورة الانتفاع بها، فكما استخدم أسلافنا السيف واللغة ولم تكن خاصة بهم، واستخدموا التدوين والدوواين ولم تكن شائعة في بيئتهم؛ فإن من العقل والحكمة استثمار هذه الوسائل التي استجدت في عصرنا واستخدامها فيما فيه صلاح ديننا ودنيانا وفي دعوة غيرنا إلى دين الله وتبليغ كتابه، وتيسير وصوله للناس في كل مكان.
والنشر الإلكتروني الذي يمكن أن يفيد في نشر كتاب الله تعالى بين الأمم يمكن النظر إليه من جانبين.
الجانب الأول: النشر باستخدام برامج الكومبيوتر.
الجانب الثاني: النشر باستخدام شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت).
وإلى شيء من التفصيل حول هذين الجانبين.
الجانب الأول : النشر باستخدام برامج الكومبيوتر.
في سنة خلت شاركت في مؤتمر كبير للأديان في الولايات المتحدة، ويعقد منذ أكثر من مائة سنة، وهذا المؤتمر تلقى فيه أبحاث عن مختلف الأديان وبطريقة متزامنة بحيث لا تستطيع أن تحضر جميع الندوات، بل تنتقي من جدولها الكبير ما يهمك، ويصاحب المؤتمر معرض للكتاب ودور النشر المهتمة بالأديان، وكم حز في نفسي أن أجد أهل الديانات الباطلة والمحرفة أكثر حضوراً واستعداداً في هذا الملتقى العالمي، وكم حزنت عندما وجدت السبق الكبير في استخدام تقنية وبرامج الحاسب في خدمة المصادر الدينية لهذه الديانات، ومما رأيته برنامج حاسوبي للعهد القديم والعهد الجديد بمداخل متعددة ولغات شتى وإغراء كبير للبحث والنظر ممن له اهتمام بتلك الكتب.