وأمره بتبيينه للناس فقال سبحانه وتعالى :(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون( ( النحل : ٤٤)
وأمر -عليه الصلاة والسلام- أمته بالتبليغ عنه فقال :(بلغوا عني ولو آية...) (٤). وقال -عليه الصلاة والسلام- في حجة الوداع: (ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب)(٥) وأتباعه عليه الصلاة والسلام مطالبون بالدعوة إلى هديه، واقتفاء سنته (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني... (( يوسف : ١٠٨ ).
وتأتي ترجمة معاني الكتاب الكريم إلى اللغات الأخرى لتعريف الآخرين بهذا الوحي، وتبيينه لمن لا يفهم اللسان العربي، وذلك من تبليغ الناس بدين الله ودعوتهم إليه، ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني (٦):
" فمن دخل في الإسلام أو أراد الدخول فيه فقرئ عليه القرآن فلم يفهمه فلا بأس أن يعرب له لتعريف أحكامه أو لتقوم عليه الحجة فيدخل فيه ".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٧) رحمه الله:
" والصحابة لما استغنوا عن النحو واحتاج إليه من بعدهم؛ صار لهم من الكلام في قوانين العربية ما لا يوجد مثله للصحابة لنقصهم وكمال الصحابة، وكذلك صار لهم من الكلام في أسماء الرجال وأخبارهم ما لا يوجد مثله للصحابة؛ لأن هذه وسائل تطلب لغيرها؛ فكذلك كثير من النظر والبحث احتاج إليه كثير من المتأخرين واستغنى عنه الصحابة، وكذلك ترجمة القرآن لمن لا يفهمه بالعربية يحتاج إليه من لغته فارسية وتركية ورومية، والصحابة لما كانوا عرباً استغنوا عن ذلك، وكذلك كثير من التفسير والغريب يحتاج إليه كثير من الناس والصحابة استغنوا عنه".
وقال رحمه الله(٨) :