وقد كره العلماء ترك المصحف في الدار دون أن يتلى فيه ولو تلاوة يسيرة لأنهم يخشون أن يدخل هجران المصحف دون التلاوة فيه فترة طويلة ضمن التحذير من هجران القرآن.
٧- عن أنس بن مالك (٢٨) رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أن لله أهلين من الناس ". قيل من هم يا رسول الله ؟ قال :" أهل القرآن أهل الله وخاصته".
رواه الإمام أحمد وابن ماجه وأبو القاسم بن حيدر في مشيخته عن الإمام علي وصححه
قال الله تعالى :﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾(٢٩).
فالله تعالى منزه أن يتخذ صاحبة أو ولدا. وقد كذب اليهود حين قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه لكن العبد الصادق الذي يحب مولاه لا بد وأن يعبر عن حبه بحب كتابه الكريم.
فمن أحب كتاب الله تلاه آناء الليل وأثناء النهار وكان خليله وصاحبه وبذلك ينعم الله تعالى عليه بأن يرفعه ليكون من خواص عباده الصالحين ومن أهل الله من بين سائر عباده ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه. قال الله تعالى :﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾(٣٠).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لا يَسأَلُ عبد عن نفسه إلا القرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله ومن أحب الله ورسوله حشره الله يوم القيامة مع رسوله فقد قال عليه الصلاة والسلام :" يحشر المرء مع من أحب " (٣١). وقيل له ( عبد الله بن مسعود ) : أنك تقل الصوم، قال إني إذا صمت ضعفت عن القراءة. وتلاوة القرآن أحب إلي - أي أحب إليه من الصيام.
وكان مالك بن دينار (٣٢) رضي الله عنه يقول : ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن ؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض.


الصفحة التالية
Icon