يلاحظ في هذا الحديث أن ترغيب الرسول ﷺ للمؤمنين في اكتساب العلم مقترن بالثواب يوم القيامة وليس بثواب دنيوي رغم أن العلم قد يدر على صاحبه مكانة دنيوية أو أجرا ماديا ولكن أقصى درجات الرفعة والمنزلة والثواب هي أن يذكر الله تعالى العبد كما قال ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ (٨). لأن تلاوة كتاب الله ذكر لله تعالى والله يذكر من يذكره. إن الثواب والعقاب غالبا ما يكون من جنس العمل. فمن يسلك طريق العلم يسهل الله له الطريق إلى الجنة ومن يذكر الله بتلاوة كتابه يذكره الله ومن يذكر الله في ملأ يذكره الله في ملأ خير من ملأه ومن يغفل عن الله تعالى لا يأبه الله تعالى به.
وإن تدارس القرآن منار لاستلهام كل العلوم الشرعية فقد روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : من أراد العلم فليثوِّر القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين.
إن للمساجد منزلة عالية عند الله فهي بيوت العبادة وهي بيوت العلم وهي بيوت الذكر. فيها كانت تعقد حلقات العلم وفيها كانت تقرر عظائم الأمور ومنا تعقد رايات الجهاد وفيها يتم إنصاف المظلومين ومنها توزع الزكاة وتسير منها ركائب الحجيج. وتضاعف صلاة الفريضة فيها ويتضاعف ثواب المعلمين والمتعلمين فيها كما يتضاعف ثواب الذاكرين الله كثير والذاكرات.