ويحث الإسلام المسلمين على طلب العلم والبدء بالأهم ثم المهم. فليس لهم أن يطلبوا دقائق فرعية ويتركوا الأمور الهامة من العلوم سواء كان ذلك العلم من أمور دينهم أم من أمور دنياهم. فالطب والهندسة وغيرها من العلوم الطبيعية لا تقل في فضلها وحاجة الناس إليها عن بعض أمور دينهم قهي فروض كفايات إن تركها المسلمون أثموا جميعهم وإن قام بها بعضهم رفع الإثم عن الجميع. قال الله تعالى :﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (٩).
١٣- عن أبي سعيد الخدري (١٠) رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :
" يقول الله تعالى : من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين. وفضل كلام الله تعالى على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ".
رواه الترمذي (١١)
الحديث القدسي : هو الحديث الذي يأتي بلفظ من رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه. وهذا حديث قدسي.
اتصف كلام رسول الله ﷺ بأنه يحوي جوامع الكلم رغم أنه بشر. فبلفظة واحدة ترى معان عديدة تجمع جوانب شتى من الحكمة. فالاشتغال بالقرآن المذكور في هذا الحديث يضم تلاوته وتعلمه وتعليمه وتطبيقه والدعوة لما جاء فيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المنهي عنه في القرآن وهكذا بلفظ موجز شملت كل تلك الأعمال.
وللدعاء مكانة خاصة ؛ فالله يحب أن يَدعُوَه الناس لكي يستجيب لهم ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ (١٢)ومع ذلك فإن من شغله شيء متعلق بالقرآن من الأمور التي ذكرناها من تلاوة وتعلم وتعليم وتطبيق فإن ثوابه بين السائلين محفوظ فهو يحصل على أفضل ما يحصلون عليه. وهكذا الحال بالنسبة للذاكرين الله كثيرا والذاكرات.