يذم بعضهم بعضا ويغتاب بعضهم بعضا فوجدت ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم فتأملت في قوله تعالى :﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ (٢٤) فعلمت أن القسمة كانت من عند الله تعالى في الأزل فما حسدت أحدا ورضيت بقسمة الله تعالى. الفائدة السادسة أني رأيت الناس يعادي بعضهم بعضا لغرض أو سبب فتأملت قوله تعالى :﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ (٢٥) وعلمت أنه لا يجوز عداوة أحد غير الشيطان. الفائدة السابعة : أني رأيت كل أحد يسعى بجد ويجتهد بمبالغة لطلب القوت والمعاش بحيث يقع في شبهة أو حرام أو يذل نفسه وينقص قدره فتأملت في قوله تعالى :﴿ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ (٢٦) فعلمت أن رزقي على الله قد ضمنه فاشتغلت بعبادته وقطعت طمعي عمن سواه. الفائدة الثامنة : أني رأيت كل أحد معتمدا على شيء مخلوق بعضهم إلى الدينار والدرهم وبعضهم إلى المال والملك وبعضهم إلى الحرفة والصناعة وبعضهم إلى مخلوق مثله فتأملت في قوله تعالى :﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ (٢٧) فتوكلت على الله حسبي ونعم الوكيل هو. فقال شقيق وفقك الله إني نظرت في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان فوجدت الكتب تدور على هذه الفوائد الثمانية فمن عمل بها كان عاملا بالكتب الأربعة.
١٥- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال :
" من فسر القرآن برأيه فليتبؤ مقعده من النار ".
أخرجه الترمذي (٢٨) وحسنه وهو عند أبي داؤد من رواية العبد وعند النسائي في الكبرى


الصفحة التالية
Icon