القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا فما أجمل في آية فصل في آيات أخر. ثم يفسر القرآن بحديث رسول الله ﷺ ويلي ذلك فهم الصحابة الكرام عليهم لمعاني آيات القرآن الكريم ويستند المفسرون إلى هذه الأسس وإلى اللغة العربية التي أنزل بها القرآن وما يؤتيهم الله من فهم مستند إلى تقوى الله وحمل آيات القرآن على أفضل الوجوه. أما التفسير وفق الهوى والرأي غير المستند إلى الأسس السالفة إثبات أمر منكر أو محرم أو التحلل من أمر صريح أو نهي منصوص عليه أو لغرض أن تعرف مكانة المفسر بين العلماء ابتغاء الشهرة والجاه والسمعة فهذا ما يحذر الحديث الشريف منه... فليبحث صاحبه عن مقعده في نار جهنم.
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في القرآن برأيي. وقال أبو الدرداء (٢٩) رضي الله عنه : لايفقه الرجل حتى يجعل للقرآن وجوها، أي يرى أن هناك علماء أكثر من تفسير واحد لآيات القرآن الكريم. وهذا ما دفع بعض العلماء أن يؤلفوا كتبا تحوي تأملات وجوانب من تفسير القرآن الكريم مثل تفسير التستري وفي ظلال القرآن. أما التفاسير المعتمدة الأخرى فكثيرة أقدمها تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لكن لم يصلنا كاملا وبعضه غير موثق وأشمل التفاسير القديمة هو تفسير الطبري الذي أخذ عنه معظم من جاء بعده من المفسرين.
ومن أفضل التفاسير تفسيرا القرطبي وابن كثير. ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى تفاسير الآلوسي والقاسمي والبغوي والخازن والمنار. ومن أراد الاختصار فليرجع إلى تفسير الجلالين والبيضاوي والنسفي والتسهيل.
١٦- عن جندب بن عبد الله (٣٠) رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :
" اقرأوا القرآن ما أتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه ".
رواه الشيخان (٣١)


الصفحة التالية
Icon