لا يكاد يخلوا هذا الكتاب من هفوات ونقائص شأنه شأن كل كتاب من تأليف البشر. أما كتاب الله تعالى فهو الكتاب الوحيد الذي يخلو من نقص أو خطأ. فمن وجد في هذا الكتاب خيرا فليحمد الله تعالى ويدعوه تعالى بالقبول ومن وجد غير ذلك فليدع الله تعالى أن يغفر الزلات ويسدد العثرات ولله الأمر من قبل ومن بعد.
المؤلف
الباب الأول
فضائل تلاوة القرآن
قال الله تعالى في كتابه الكريم :﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ فتلاوة (١) آيات القرآن العظيم تزيد المؤمنين إيمانا.
١- عن عبد الله بن عباس (٢) رضي الله عنهما قال : قال رجل يا رسول الله : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال :" الحال المرتحل ". قال وما الحال المرتحل ؟ قال :" الذي يضرب من أول القرآن كلما حل ارتحل".
رواه الترمذي
يؤكد رسول الله ﷺ في هذا الحديث فضيلة الشغف بتلاوة القرآن مرة بعد أخرى كلما وجد المرء إلى ذلك سبيلا. وهو يشير فيما يشير إليه إلى فضيلة اتخاذ ورد مستمر من القرآن الكريم. قيل أن المراد بالحال المرتحل الحث على تكرار الختم ختمة بعد أخرى، ويستحب إذا ختم القرآن وقرأ المعوذتين أن يقرأ الفاتحة وخمس آيات من أول سورة البقرة ( إلى قوله تعالى - هم المفلحون ) لكي يتم المعنى الحرفي للحديث الشريف هذا بأن لا ينهي ختمة إلا ويبدأ بالأخرى.
إن هناك العديد من الأحاديث الشريفة التي تحدد أفضل الأعمال، مثل أفضل الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. وهذا الحديث يعضد حديث الحال المرتحل لأنه حديث عام عن أفضلية الأعمال المستمرة على الأعمال المتقطعة وحديث الحال المرتحل يحدد فضل استمرار تلاوة القرآن.