" من قرأ القرآن وعمل بما فيه أُلبس والداه تاجا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم. فما ظنكم بالذي عمل بهذا ".
رواه أبو داؤد
في هذا الحديث تبيان لمكانة وثواب قارئ القرآن الذي يعمل به حتى أن ثوابه لا يقتصر عليه وحده بل يعم إلى والديه ( إن كانا مؤمنين. أما إن لم يكونا مؤمنين فلا يغني عنهما شيئا ).
لماذا يلبس والداه التاج يوم القيامة وهما لم يقرآ القرآن ولم يفعلا ما فعل ولدهما ؟ الجواب على ذلك أنهما تسببا في صلاح ولدهما أما عن طريق تعليمهما إياه وترتيبهما له وإما عن طريق دعائهما له أو لأنهما أنشآه نشأة صالحة عن طريق إطعامه الطعام الحلال. قال رسول الله ﷺ :
" إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم يُنتَفَعُ به أو ولد صالح يدعو له " (١). فالمتوفى هنا تسبب في هذه الأمور الثلاثة فثوابها يلحقه في حياته وبعد وفاته. وهنا الولد الصالح الذي قرأ القرآن وعمل به هذا هو ثواب والديه فهما قد أرشداه على الخير والدال على الخير كفاعله ( إلا أن الله يضاعف الثواب لمن يشاء وليس معنى ذلك أن الله يضاعف لفاعل الخير مثل مضاعفته للدال عليه فإن المضاعفة لفاعل الخير إن أُخلصت النية لله ربما كانت أعظم من الدال عليه ).
٢٧- عن النواس بن سمعان (٢) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول :
" يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهلَه الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقدُمُهُ سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ".
رواه مسلم