هذا الحديث يفسر الحديثين الذين سبقا تحت رقم ٧ و ٨. فأهل القرآن أهل الله وخاصته ويأتي هذا القرآن شفيعا لصاحبه الذي كان يعمل به في الدنيا ومقدمة القرآن البقرة وآل عمران فهما يتقدمان في الشفاعة والذود عن قارئهما والعامل بهما ومن عمل بما في البقرة وآل عمران من أحكام فقد عمل بما في القرآن كله تقريبا لكثرة ما تحويان من أحكام.
قال أبو سعيد الخراز (٣) رضي الله عنه : أول الفهم لكتاب الله عز وجل العمل به لأن فيه العلم والفهم والاستنباط وأول الفهم إلقاء السمع والمشاهدة لقول الله عز وجل :
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ (٤) كما قال :﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾ (٥) والقرآن كله حسن ومعنى اتباع الأحسن مايكشف للقلوب من العجائب عند الاستماع وإلقاء السمع من طريق الفهم والاستنباط وأول إلقاء السمع لاستماع القرآن هو أن تسمعه كأن النبي ﷺ يقرأه عليك ثم ترقى عن ذلك فكأنك تسمعه من جبريل عليه السلام وقراءته على النبي ﷺ لقول الله تعالى ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴾ (٦) ثم ترقى عن ذلك فكأنك تسمعه من الحق عز وجل.
وأخرج الدرامي عن علي رضي الله عنه أنه قال : يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون مع الخلق يباهي بعضهم بعضا حتى أن الرجل ليغضب على جلسيه أن يجلس إلى غيره ويدعه. أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى.
٢٨- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال :