" لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ".
متفق عليه
الحسد الممقوت هو تمني زوال نعمة الغير والحسد الممدوح هنا هو تمني الحصول على مماثلة المحسود في العلم أو في المال.
القيام بالقرآن آناء الليل بتلاوته وتعلمه والتجهد به ويشبه أن يكون ذلك سرا لخفاء ذلك عن الناس. أما آناء انهار فهو العمل به علنا أمام الناس لأمر الله تعالى بالعمل ولكي يكون قدرة لغيره فيصيبه ثواب من اقتدى به.
تسلسل الحديث يبتدئ بإيضاح فضل من يؤتى القرآن ويعمل به ثم فضل من يؤتى المال ويشير ذلك إلى فضل العلم على الصدقة. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل (٧) : يا كميل : العلم خير من المال. العلم يحرسك وأنت تحرس المال. العلم حاكم والمال محكوم عليه. والمال تنقصه الصدقة والعلم يزكو بالإنفاق ( الإشارة إلى نقصان المال بالصدقة هو النقصان الظاهري الذي يشهده الناس. أما عند الله فهو يربو ويزداد ).
وقد فسر رسول الله ﷺ هذا الحديث يحديث يرويه أبي كبشة الأنماري (٨) رضي الله عنه حيث يقول : مثل هذه الأمة مثل أربعة :


الصفحة التالية
Icon