والمتشابه هو ما كان غير واضح المعنى لبعض الناس ومن أمثاله الحروف الموجودة في أوائل بعض السور مثل الم، ص، المص ومثله أيضا الآيات الدقيقة المعنى مثل قوله تعالى :﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ (٢٦) فالاستواء معلوم لكن في حق الله تعالى لا نعلم كيف يكون ذلك فلا يشبهه استواء أحد من خلقه فليس كمثله شيء. وقد أمرنا رسول الله ﷺ أن نتفكر في خلق الله ولا نتفكر في ذات الله تعالى. ورغم أن الكثير من الآيات المتشابهات لبعض الناس محكمات واضحات للراسخين في العلم وبعض الآيات المتشابهات غير الواضحات في زمن ما يتضح معناها وتكون محكمة في زمن آخر فإن على المؤمن أن يؤمن بمثل هذه الآيات ولا ينقب عن دقائقها بغير علم.
والأمثال في القرآن الكريم للاعتبار والعظة منها أمثال عن الأمم السالفة ومنها تشبيهات بأمور محسوسة. قال الله تعالى :﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ﴾ (٢٧) فالله يضاعف الحسنات. الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف كيف يشاء ولمن يشاء مثل ما يخرج من الحبة الواحدة سبعمائة حبة والله على كل شيء قدير وعلى المؤمن الاعتبار بتلك الأمثال وأخذ العظة.
٣٣- سئل عبد الله بن أبي أوفى (٢٨) : أوصى النبي ﷺ ؟ قال لا.
قلت كيف كتب على الناس الوصية أمروا بها ولم يوصي ؟ قال أوصى بكتاب الله عز وجل.
رواه الجماعة إلا أبا داؤد
لم يكن رسول الله ﷺ ليوصي أمته من بعده بأفضل من اتباع كتاب الله فهو الكتاب الذي يحوي وصية الله ورسوله لأمته بعده قال الله تعالى :
﴿ أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ (٢٩).