والبدعة كل أمر محدث يخالف القرآن الكريم أو السنة النبوية أو أحد الأسس الواردة فيهما. ويوضح هذا التعريف حديث آخر لرسول الله ﷺ :" من أحدث في أمرنا هذا مال ليس منه فهو رد " (٣٢) فالأحداث في الدين ما ليس منه هو البدعة. أما إحداث أمر من الدين فهو ليس بدعة فمثلا إن دحض شبهات أعداء الإسلام بحجج جديدة هو من الدين وغير مشمول بحديث البدعة فهو أمر حسن، وهكذا يمكن معرفة كل أمر مستحدث هل هو سنة حسنة أم بدعة سيئة. ولنأخذ مثالين على ذلك : التدخين بدعة لأنها ليست من الدين وليس هناك في الدين ما يؤيد استنشاق المرء للدخان فليس هو بطعام أو شراب مما أحل الله.
ومثال السنة الحسنة استخدام مكبرات الصوت في الأذان مثلا فهو أمر مستحدث لكنه حسن لأن من ما يدعو إليه الدين إبلاغ صوت المؤذن لأبعد مسافة ممكنة. واستخدام آلة جديدة تساعد بذلك أمر حسن. وقس على ذلك كل أمر مستحدث للتفريق بين البدعة والسنة الحسنة.
٣٥- -عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :
" ألا إنها ستكون فتنة " فقلت ما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال :" كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخير ما بعدكم وحُكم ما بينكم هو الفَصْلُ ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه. هو الذي لم تنتهي الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد. من قال به صدق ومن عمل به أُجر ومن حكم به عَدَل ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم ".
رواه الترمذي