هذا الحديث الشامل لصفات كتاب الله تعالى، حديث عظيم الشأن. ينبغي التمعن فيه فهو جواب شاف للمخرج من الفتن في أي وقت حدثت وجوابها هو العودة إلى كتاب الله تعالى فإن فيه :
* نبأ ما قبلنا من أخبار وقصص لأمم سلفت. كذبت فمحقت أو صدقت فأثيبت.
* وخبر ما بعدنا من أخبار إلى يوم القيامة وقيام الساعة منها نزول عيسى ابن مريم عليه السلام وغيره مما يفقهه من يفقهه ويجهله من يجهله.
* وحكم ما بيننا من أحكام القصاص والأحوال الشخصية والمعاملات بين الأفراد والجماعات في أحوال الرخاء والشدة والسلم والحرب.
* هو الفصل. أحكامه قاطعه وقواعده الأصولية ثابتة وواضحة كحد السيف.
* ليس بالهزل فكله جد ليس فيه آية هزل وهو قول فصل. إما حلال وإما حرام أو محكم أو متشابه أو قصص وأمثال.
* من تركه من جبار قصمه الله تعالى فالقرآن يأمر بالعدل والإحسان والعدل هو أساس الملك فمن ترك العدل من أولي الأمر عاقبه الله وأخذه أخذ عزيز مقتدر.
* من ابتغى الهدى في غيره أضله الله. فليس هناك هذى في شريعة يضعها غير الله ومن أراد العزة ففيه العزة ومن ضل عن هداه إلى ما سواه أخزاه الله في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد.
* هو حبل الله المتين طرفه بيد الله وطرفه الثاني بأيدينا فمن استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها.
* وهو الذكر الحكيم. فمن أراد ذكر الله فلا أفضل من تلاوة كتابه فكله حكمة.
* هو الصراط المستقيم. من سار على نهجه فلن يكون من المغضوب عليهم ولا من الضالين.
* لا تزيغ به الأهواء فمن ابتغى الهوى في تفسيره وأحكامه فلن يلبث أن تنكشف حبائله لأن الله وعد بحفظه فقال :﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ (٣٣).
* لا تلتبس به الألسنة فهو قرآن عربي مبين اللفظ متواتر النص لن يزاد فيه حرف أو ينقص منه.