" ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس ؟ إن خير الناس رجل عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت وإن من شر الناس رجلا فاجرا يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه ".
رواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه
خير الناس المجاهدون في سبيل الله الذين يستمرون في ذلك حتى يأتيهم الموت وشر الناس الفاجر الذي يقرأ القرآن ولا يعمل بشيء منه. والفاجر هو المرتكب للمعاصي سواء كان مسلما أم غير مسلم. ويشمل ذلك في زمننا هذا المستشرقين وتلامذتهم السائرين على نهجهم من المسلمين وعلماء السوء كما سيأتي في الأحاديث الثلاثة التالية.
قال بعض العلماء : إن العبد ليتلو القرآن فيلعن نفسه وهو لا يعلم.
يقول :﴿ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ (٣٦) وهو ظالم لنفسه ﴿ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ (٣٧) وهو منهم.
قال أبو سليمان الدارني : الزبانية أسرع إلى حملة القرآن الذين يعصون الله عز وجل منهم إلى عبدة الأوثان.
وقال بعض السلف : إن العبد ليفتتح سورة فتصلي عليه الملائكة حتى يفرغ منها وإن العبد ليفتتح السورة فتلعنه حتى يفرغ منها قيل وكيف ذلك ؟ فقال : إذا أحل حلالها وحرم حرامها صلت عليه وإلا لعنته.
وروى ابن ماجه من حديث جندب قال : كنا أصحاب رسول الله ﷺ أوتينا العلم قبل القرآن وسيأتي قوم يؤتون القرآن قبل الإيمان يقيمون حروفه ويضيعون حدوده وحقوقه يقولون : قرأنا فمن أقرأ منا وعلمنا فمن أعلم منا فذلك حظهم وفي لفظ أولئلك شرار هذه الأمة.
وقال قتادة : لم يجالس أحد هذا القرآن إلا قام بزيادة أو نقصان. وقال الله تعالى :﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا ﴾ (٣٨).
٣٧- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :


الصفحة التالية
Icon