النفاق هو إخفاء الكفر والجحود وإظهار الإيمان. وقد ظهر النفاق في المدينة زمن الرسول ﷺ فأنزل الله تعالى الآيات البينات تبيانا لصفاتهم وشدد رسول الله ﷺ في وعيدهم مظهرا خصالهم. قال تعالى :﴿ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ (٤١) فهم يظهرون حسن الكلام ﴿ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ﴾ (٤٢) ويبطنون ممالأة الكفار ﴿ وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ ﴾ (٤٣) وصفتهم في الحديث الشريف :" آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان " (٤٤). فالمنافقون ليسوا جهلة أميين بل هم متعلمون لكن لا إيمان لهم. فأكثر المنافقون في هذه الأمة هم ممن يقرأ القرآن ويستهزئ بأحكامه لفظا أو فعلا.
إن المعاصي التي يرتكبها المسلم واتباع الهوى كل ذلك قد يقوده إلى النفاق فهي تحجبه عن رؤية الحق وتمييزه عن الباطل. فهو رعم معرفته بالآيات البينات إلا أنه لا يجد الرغبة في اتباعها. قال أحد العلماء : الغريب هو القرآن في جوف الفاجر.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أنزل القرآن عليهم ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملا. إن أحدكم ليقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته لا يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إذا رأيتم العالم محبا للدنيا فاتهموه على دينكم فإن كل محب يخوض فيما أحب. وقال الحسن البصري (٤٥) رضي الله عنه عقوبة العلماء موت القلوب وموت طلب الدنيا بعمل الآخرة.
وقال الشعبي (٤٦) يطلع يوم القيامة قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فيقولون لهم ما أدخلكم النار وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم فيقولون إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله وننهى عن الشر ونفعله.
٣٩- قال ﷺ :