" من قرأ القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات ".
رواه البخاري في التأريخ الكبير بسند صالح
قال سفيان الثوري (٤٧) : في جهنم واد لا يسكنه إلا القراء الزائرون للملوك، وقال حذيفة بن اليمان (٤٨) رضي الله عنه : إياكم ومواقف الفتن قيل وما هي قال أبواب الأمراء يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب ويقول فيه ما ليس فيه.
وقال مكحول الدمشقي (٤٩) من تعلم القرآن وتفقه في الدين ثم صحب السلطان تملقا إليه وطمعا فيما لديه خاض في بحر من نار جهنم بعدد خطاه وقال : وعلماء زماننا شر من علماء بني إسرائيل يخبرون السلطان بالرخص وبما يوافق هواه ولو أخبروه بالذي عليه وفيه نجاتهم لاستثقلهم وكره دخولهم عليه وكان ذلك نجاة لهم عند ربهم.
وكما أن تلاوة القرآن تضاعف بكل حرف عشر حسنات كما ورد في حديث سابق ( الحديث ٢٠ ) فكذلك من يستخدم القرآن عن الظلمة ليرفع من شأنهم فعليه بكل حرف منه عشر لعنات وهكذا كل من استهزأ بحرمات الله واستخدم الدين ابتغاء عرض من أعراض الدنيا. ومن يتعدَّ حدود الله فأولئك هم الظالمون قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ ﴾ (٥٠) فالقارئ الذي يكتم قول الحق ابتغاء ثمن قليل ومتاع زهيد من متاع الدنيا، إنه إنما يأكل ما يأكل نارا وسيصلى سعيرا.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : أخشى عليكم زلة عالم وجدال منافق بالقرآن. والقرآن حق وعلى القرآن منار كمنار الطريق ومن لم يكن غنيا عن الدنيا فلا دنيا له.
الباب الخامس
كيفية تلاوة القرآن