ينبغي للمسلم أن يتعلم قواعد التجويد ويطبقها في قراءته للقرآن بل وفي لفظه للغة العربية وما قواعد التجويد سوى أسلوب للفظ الكلام العربي بصيغته المتقنة الصحيحة بإخراج كل حرف من مخرجه الصحيح وإعطاء الكلام جمال الصوت الممكن بما يضفي على التلاوة خشوعا وبهاء وتأثيرا لدى السامع وتعظيما لكلام الله تعالى.
وحسن التلاوة والترتيل تؤكد الاهتمام بظاهر التلاوة إضافة إلى بواطنها من تطبيق للأحكام وإيمان بالقلب فالله هو الظاهر وهو الباطن ويريد أن يتخلق العبد بأخلاق الله فينظف ظاهره وباطنه ويعتني بجمال تلاوته للقرآن وفي الوقت نفسه يحسن تطبيق الأحكام.
٤٣- عن عائشة رضي الله عنها قالت أبطأت على رسول الله ﷺ ليلة بعد العشاء ثم جئت فقال :" أين كنت ؟ " قلت كنت أسمع قراءة رجل من أصحابك لم أسمع مثل قراءته وصوته من أحد قالت فقام فقمت معه حتى أستمع له ثم التفت إلي فقال:
" هذا سالم مولى أبي حذيفة الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا".
رواه ابن ماجد باسناد جيد
سالم رضي الله عنه كان عبدا لأبي حذيفة فأعتقه فما عرف إلا بسالم مولى أبي حذيفة. كان حسن الصوت ومن كبار علماء الصحابة وأتقيائهم ضوان الله تعالى عليهم. قال عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما أراد أن يعهد بالخلافة من بعده لستة الشورى : لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لوليته الخلافة من بعدي. وهكذا يرفع الله الموالي من العبيد بفضل كتابه إلى درجة الترشيح للخلافة. وممن ؟ من عمر بن الخطاب لولا أنه قد توفي قبله. وهكذا ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ (١٤) وكفى بتزكية رسول الله ﷺ له إذ قال : الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا وما كان ذلك إلا بفهمه القرآن وحبه للقرآن وتلاوته للقرآن وعلمه بالقرآن.