وكذلك كان رسول الله ﷺ يستمع تلاوة أبي موسى الأشعري ويصفه بأنه أوتي مزمارا من مزامير آل داؤد لحسن صوته وحلاوته وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأبي موسى رضي الله عنه ذكرنا ربنا فيقرأ عنده حتى يكاد وقت الصلاة أن يتوسط فيقال يا أمير المؤمنين الصلاة الصلاة فيقول أو لسنا في صلاة ؟ إشارة إلى قوله تعالى ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾(١٥).
٤٤- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال:
" ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن".
أخرجه البخاري
يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه : التغني بالقرآن هو أن يتحزن ويترنم به. وسئل ابن أبي مُليكة (١٦) قيل له أرأيت إن لم يكن الرجل حسن الصوت فقال : يُحسنه ما استطاع وقد ورد في الصحيحين عن جبير بن مطعم (١٧) رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقرأ في المغرب بالطور فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه فلما سمعته قرأ ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ (١٨) كاد قلبي يطير وكان جبير لما سمع هذا بَعْدُ مشركا على دين قومه وإنما كان قدم في فداء الأسارى بعد بدر. وقد سمع المؤلف أحد النصارى يقول : إن جلدي ليقشعر حين أسمع ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ وأشعر بأن ذلك هو أبلغ مناجاة لله.