إن من آداب تلاوة القرآن البدء بالاستعاذة لقوله تعالى :﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ (١٩). وقد اختلف العلماء هل الإسرار بالقرآن أفضل أم الجهر فالإسرار أبعد عن الرياء والتصنع وعدم التشويش على الآخرين حيث ورد أن رسول الله ﷺ خرج يوما على أصحابه وهم يصلون في المسجد فقال :" يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة " أما الجهر بالقراءة فإنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر ويصرف إليه سمعه ويطرد النوم ويؤثر في غيره أو يوقظهم للتهجد فإن كانت النية خالصة في ذلك كان الجهر أفضل.
٤٥- عن فضالة بن عبيد (٢٠) رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال:
" الله أشد أُذُنَا إلى قارئ القرآن من صاحب القَينَةِ إلى قَينَتِهِ".
رواه ابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه
من أقبل على الله أقبل الله عليه ومن تقرب إلى الله شبرا تقرب الله منه ذراعا ومن أتى إلى الله مشيا أتاه الله هرولة ومن قرأ كتاب الله ورتله وحسن صوته فيه خشوعا لله وإقبالا عليه وتقربا إليه فالله ينصت له ويسمع ويباهي به ملائكته. إن العبد بتقربه إلى الله تعالى لا يُقَدم نفعا لله تعالى وإنما يقدم عملا صالحا لا بد وأن يكون ثوابه تقرب الله منه وإنصاته لدعائه ورفع درجاته في الدنيا والآخرة. والله لا يشغله إصغائه لعبد عن عبيده ولا فرحه بتوية عبد عن غضبه على عصيان الآخر. فالعبد إذا قرأ كتاب الله أصغى الله لتلاوته ولله المثل الأعلى فالله أشد إصغاء لعبده من صاحب الآلة الموسيقية إلى آلته وهل إصغاء الله لقارئ القرآن سوى رفع الدرجات وتكثير للحسنات وتكفير للسيئات وإجابة للدعوات وبركة من الله وهداية إلى الصراط المستقيم.
٤٦- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: