" إقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الكِتابَينِ وأهل الفسق فإنه سيجيء أقوام يُرجِعونَ بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم".
أخرجه الطبراني والبيهقي
نُقل عن الإمام مالك تحريم القراءة بالألحان وحكى الماوردي عن الإمام الشافعي أن القراءة بالألحان إذا انتهت إلى إخراج بعض الألفاظ عن مخارجها حرمت.
أما الأمر هنا بالتلاوة بالألحان فإن ذلك ضمن قواعد اللغة العربية وما توارثه العرب. والنهي عن الألحان المبتدعة سواء ما اقتبس من اليهود والنصارى أو ما تعارف عليه أهل الفسق والمجون من أغان وألحان متميعة فالألحان الغنائية والرهبانية للقرآن كلاهما حرام. ومن اهتم بتجميل الصوت خارج قواعد التجويد وما تعارف عليه العرب المسلمون لا بد له وأن يفقد روح التلاوة من تدبر وخشوع وحلاوة.
إن مخالفة أهل الكتاب من اليهود والنصارى قاعدة أصولية ثابته بقوله ﷺ :" خالفوا اليهود والنصارى " أو " خالفوا اليهود والمجوس أُحفُوا الشوارب وَأوْفِرُوا اللِّحى " (٢١) وكذلك بنهى الله تعالى المسلمين عن توليهم :﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾(٢٢).


الصفحة التالية
Icon