يحوي هذا الحديث إشارة إلى النهي حتى عن أن يعجبنا شأن المبتدعين والمخالفين لأوامر الله أو الذين يتغنون بالقرآن خارج حدود التلاوة الشرعية المحددة بقواعد التجويد والترتيل فالرسول ﷺ حدد الإيمان بأن يكون الهوى تبعا للشريعة بقوله :" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " وهو بذلك يدعوا المسلمين لتحويل أهوائهم لكي تكون تبعا لما أنزل الله من كتاب وسنة ومن لا يكون هواه تبعا لذلك فإيمانه ناقص فلذلك من أعجبته تلاوة من يتلوا غناء أو رهبانية فإن قلبه مفتون ويُخشى أن يكون من الضالين وهكذا فإن الإسلام لا يكتفي بالأمر بالعمل بل بعمل على صقل الأهواء والرغبات لكي تكون موافقة لما يحبه الله ويرضاه.
٤٧- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
" أقرأني جبريل على حرف فراجعته ثم لم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
رواه الشيخان
أُنزل القرآن الكريم بلغة العرب وبين قبائل العرب يوم نزل القرآن اختلاف في بعض الألفاظ أو في معانيها. لذلك وتوسعة على الأمة أُنزل القرآن بلغات قبائل العرب على سبعة أحرف ويقصد بالحرف - قراءة - أي على سبعة قراءات ومنها اشتقت القراءات السبعة والحكمة في ذلك التيسير. قال تعالى :﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ (٢٣) فالقراءات السبعة ثابتة بالقرآن والسنة وتجوز القراءة بأي منها وقد قام سلف الأمة من علماء القراءات بتحديد القراءات المتواترة التي أخذتها الأمة جيلا بعد جيل ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى الكتب المعتمدة في القراءات وهذا العلم من علوم القرآن الجليلة.
٤٨- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال:
" الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يشتد عليه له أجران".
رواه الأربعة


الصفحة التالية
Icon