السفرة هم الملائكة الذين يتلون القرآن في عالم الملكوت وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون قال الله تعالى :﴿ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ (٢٤)فمن سهل عليه القرآن تلاوة وحفظا وترتيلا فهو مع هؤلاء الملائكة الذين آتاهم الله القرآن فهم ماهرون به وهو سهل عليهم. أما من يقرأ القرآن ويجد صعوبة في ذلك كأن يكون سيء الحفظ أو أميا تصعب عليه القراءة أو غير عربي لا يحسن النطق الصحيح أو تصعب عليه قراءة الحروف العربية، كل هؤلاء لهم أجران أجر التلاوة الصحيحة السليمة الميسرة وأجر الصعوبة التي يتكبدونها والأجر هنا على قدر المشقة.
ورفع الإمام الأوزاعي (٢٥) رضي الله عنه حديثا عن رسول الله ﷺ :" إن العبد إذا قرأ فَحَرَّفَ أو أخطأ كتبه المَلَكُ كما نَزَلَ".
وهنا معنى حَرَّفَ أي نسي فحرف بعض التلاوة ودليل ذلك قوله تعالى :﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ (٢٦). أما إذا كان مقصرا في عدم تكرار التلاوة دون عذر فليس ممن يقرأ القرآن وهو يشتد عليه ولا يشمل بهذا الحديث بل بالأحاديث السالفة ( ٢٢ و ٢٣ و٢٤).
وهنا التفاتة ينبغي الوقوف عندها وهي أن عدل الله اقتضى المساواة بين الناس من عرب وغير عرب. وحيث أن القرآن نزل بلسان العرب فإن تلاوة العرب للقرآن أيسر وفهمهم للقرآن أقرب والاستفادة منه أسهل لذلك فإن عدالة الله اقتضت أن يعطى غير العربي امتيازا بأن خطأه في اللفظ مغفور وتكبده مشاق التلاوة والتعلم والحفظ الاضافية، كل ذلك مجازى عليه بأجر إضافي ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾(٢٧).


الصفحة التالية
Icon