٥٠- عن سعد بن أبي وقاص (٣٥) رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أتلُوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا".
أخرجه ابن ماجه بإسناد جيد
قال صالح المرسي قرأت القرآن على رسول الله ﷺ في المنام فقال لي يا صالح هذه القراءة فأين البكاء ؟ وقال ابن عباس رضي الله عنهما : إذا قرأتم سجدة سبحان (٢٦) فلا تستعجلوا بالسجود فإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه.
وعن الحسن البصري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يمر بالآية من ورده فتخنقه فيبقى في البيت أياما يعاد يحسبونه مريضا.
وكان أبو الدرداء إذا سمع المتهجدين بالقرآن يقول بأبي النواحين على أنفسهم قبل يوم القيامة وتندى قلوبهم بذكر الله أو لذكر الله عز وجل، يعني أفديهم بأبي وأطلق على من يتهجد بالقرآن ليلا اسم النواحين على أنفسهم لغلبة البكاء عليهم عند قراءة القرآن في صلاتهم.
والتباكي هو التحزن عند التلاوة والخشوع وتركيز الفكر واستجلاب خشية الله تعظيما لكتابه وكلامه وهذا إذا لم يكن هناك بكاء طبيعي للقارئ دون تكلف منه ويفسر هذا الحديث في التباكي الحديث التالي.
٥١- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سُئل رسول الله ﷺ : أي الناس أحسن قراءة ؟ فال:
" من إذا سَمِعتَهُ يقرأ رُؤيتَ أنه يخشى الله عز وجل".
رواه البزار
كان عكرمة بن أبي جهل (٣٧) رضي الله عنه إذا نشر المصحف غشي عليه وهو يقول هو كلام ربي هو كلام ربي هو كلام ربي. وقال عثمان وحذيفة رضي الله عنهما لو طُهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن. وقيل ليوسف بن اسباط (٣٨) إذا قرأت القرآن بماذا تدعوا ؟ قال بماذا أدعوا ؟ أستغفر الله عز وجل من تقصيري سبعين مرة فإذا رأى العبد نفسه بصورة التقصير في القراءة كانت رؤيته تلك سبب قربه من الله عز وجل. وقال ثابت البناني (٣٩) : كابدت القرآن عشرين سنة وتنعمت به عشرين سنة.


الصفحة التالية
Icon