لقد رفع الله عن المسلمين الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه (١) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا (٢) وما جعل الله على المسلمين في الدين من حرج، فالورد هو ما أجبر العبد نفسه على الإتيان به من غير فريضة من الله تعالى سواء كان صلاة أو قراءة أو دعاء وذلك يزيد من رفعة المرء ومكانته عند الله وهذه الأوراد تكون فيما يطيق الإنسان ولا تتعارض مع سنن الله تعالى التي فطر الناس عليها. فإن عارضت سنة من سنن الفطرة أصبحت رهبانية تملها النفس وإن الله لا يمل حتى يمل الإنسان.
إن من نعم الله تعالى على الأمة المحمدية أن يكتب لهم ما اعتادوا عليه إن طرأ لهم طارئ من سفر أو مرض مثل ما يفعلون في تمام صحتهم وإقامتهم ويزيد ثواب المرض والسفر لقاء ما يجدون من مشاق والآم وثواب ما يصبون عليه.
٥٣- عن أوس بن حذيفة (٣) رضي الله عنه قال كنت في الوفد الذين أتوا على النبي ﷺ فذكر حديثا أن النبي ﷺ كان سحر معهم بعد العشاء فمكث عنا ليلة لم يأتنا حتى طال ذلك علينا بعد العشاء قال قلنا ما امكثك عنا يا رسول الله ؟ قال:
" طرأ علي حزب من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه ".
قال فسألنا أصحاب رسول الله ﷺ حين أصبحنا قال قلنا كيف تحزبون القرآن ؟ قالوا نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة سورة وثلاث عشرة سورة وحزب المفصل من ( ق ) حتى يحتم.
رواه أبو داؤد وابن ماجه بإسناد حسن


الصفحة التالية
Icon