وقد سئل الإمام مالك رضي الله عنه رجل يختم القرآن كل ليلة فقال ما أحسن هذا، القرآن إمام كل خير. وروي عن عثمان رضي الله عنه أنه كان يختمه في ليلة ولعل ذلك أحيانا حيث سبق وأن بينا أن ورده كان ختمة كل أسبوع كما روي عن سعيد بن جبير (٦) رضي الله عنه أنه قال قرأت القرآن في ركعة في البيت يعني الكعبة. وقد أدركنا بعض السلف الصالح رضوان الله عليهم ممن يختم القرآن في يوم واحد وربما بدأ بختمة أخرى بحيث يختم مرة في الليل ومرة في النهار وهذا ليس على الدوام بالطبع ولكن في بعض أيام رمضان عند الاعتكاف أو بينة آونة وأخرى وعامة ختمهم بين الثلاثة أيام والسبعة.
وذكر الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد قال دخلت على كرز فإذا عنده مصلاة قد ملأها تبنا وبسط عليها كساء من طول القيام وكان يقرأ القرآن في اليوم والليل ثلاث مرات وكان كرز إذا خرج أمر بالمعروف فيضربونه حتى يغشى عليه. وقال بعض العارفين : لي في كل جمعة ختمة وفي كل شهر ختمة وفي كل سنة ختمة ولي ختمت منذ ثلاثين سنة ما فرغت منها بعد وذلك بحسب تدبره أثناء التلاوة.
وسيمر بنا أن الدعاء عند ختم القرآن مستجاب. لذلك فإن حضور دعاء ختم القرآن والتأمين عليه أمر حسن. كما أن التعاون على ختم القرآن بحيث يقرأ كل شخص قسما من القرآن ثم دعاء الختم مجتمعين تلك سنة حسنة فالقرآن خير ما يؤلف القلوب ويقربها من بعضها ولن يبخل الله بالعطاء الجزيل على من ساهم في ختم القرآن وحضر الدعاء وأمَّنَ عليه.
٥٦- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال كان النبي ﷺ أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في رمضان لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى يَنْسَلِخَ يعرض عليه رسول الله ﷺ القرآن فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة.
متفق عليه


الصفحة التالية
Icon