كان رسول الله ﷺ يراجع القرآن يتلوه على جبريل في ليلالي رمضان فتسمو روحه وبذا يجود بالخير إن كان المقصود بالخير جودا ما مثله جود والجود بالخير إن كان المقصود بالخير المال فقد كان بقسم الصدقات الكثيرة التي تأتيه وما يحب أن يأتيه وعنده شيء حتى ينسى أحيانا إن يترك شيئا لأهله وقد سمى الله تعالى المال خيرا يقوله على لسام موسى عليه السلام :﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ (٧) وإن كان الخير هو العمل الصالح فجهاد رسول الله ﷺ في رمضان كان مثالا لذلك وكان ينصح الصائمين إن سابهم أحد أو شاتمهم أن يقولوا إنا صائمون (٨) وكان رسول الله ﷺ عامة وقته سهلا إذا باع سهلا إذا اشترى سهلا إذا قضا سهلا إذا اقتضى. وإن كان الخير هو القول الحسن فقد كان خلقه القرآن ﷺ (٩) والعمل الصالح يتضاعف في رمضان : النافلة فالفريضة والفريضة إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء والله ذو الفضل العظيم وأفضل تعاهد القرآن هو تعاهده في رمضان. فرمضان هو شهر القرآن :﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾(١٠).
فقد كرم الله رمضان بنزول القرآن ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾(١١).
٥٧- عن عائشة رضي الله عنها : أسَرَّ إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنَّه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي".
رواه البخاري
قال الإمام أبو حنيفة (١٢) رضي الله عنه من قرأ القرآن في كل سنة مرتين فقد أدى حقه لأن النبي ﷺ عرض على جبريل في السنة التي قبض فيها القرآن مرتين.


الصفحة التالية
Icon