وقال غيره يكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يوما بلا عذر نص على ذلك الإمام أحمد بن حنبل لأن عبد الله بن عمر سأل النبي ﷺ في كم نختم القرآن ؟ قال " في أربعين يوما"(١٣).
قال الإمام الغزالي رضي الله عنه في كتاب إحياء علوم الدين : في الختم أربع درجات : الختم في يوم وليلة وقد كرهه جماعة والختم في كل شهر كل يوم جزءا من ثلاثين جزءا وكأنه مبالغة في الاقتصار كما أن الأول مبالغة في الاستكثار وبينهما درجتان معتدلتان : إحداهما في الأسبوع مرة والثانية في الأسبوع مرتين تقريبا من الثلاثة والأحب أن يختم ختمة بالليل وختمة بالنهار ويجعل ختمه بالنهار يوم الإثنين في ركعتي الفجر أو بعدهما ويجعل ختمه بالليل ليلة الجمعة في ركعتي المغرب أو بعدهما ليستقبل أول النهار وأول الليل بختمة فإن الملائكة عليهم السلام تصلي عليه إن كانت ختمته ليلا حتى يصبح وإن كان نهارا حتى يمسي فتشمل بركتهما جميع النهار والليل. والتفصيل في مقدار القراءة إن كان من العابدين السالكين طريق العمل فلا ينبغي أن ينقص عن ختمتين في الأسبوع وإن كان من السالكين بأعمال القلب وضروب الفكر أو المشتغلين بنشر العلم فلا بأس أن يقتصر في الأسبوع على مرة وإن كان نافذ الفكر في معاني القرآن فقد يكتفي في الشهر بمرة لكثر حاجته إلى كثرة الترديد والتأمل.
٥٨- عن العرباض (١٤) بن سارية رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال:
" من ختم القرآن فله دعوة مستجابة".
رواه الطبراني
قال الله تعالى في كتابه العزيز :﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ (١٥) وقال ﷺ : الدعاء هو العبادة (١٦) وقد اختص الله تعالى أوقاتا معينة بالدعوة المستجابة كالثلث الأخير من الليل ووقت نزول المطر وساعة من يوم الجمعة وعند ختم القرآن كما اختص ناسا معينين بالدعوة المستجابة كالإمام العادل بين رعيته والمظلوم إن دعى على من ظلمه والنبي لأمته.


الصفحة التالية
Icon