وللدعاء شروط منها عدم الدعاء بالويل والثبور على المسلمين وقطيعة الرحم وأن يدعوا وهو موقن بالإجابة وأن يدعوا بذل وانكسار وأن يلح في الدعاء وأن لا يكون ساعة الدعاء متلبسا بمعصية كأن يكون جوفه ممتلئ بالحرام أو كان لباسه من حرام أو في أرض مغصوبة بظلم أو أن يقول أو أن ينظر إلى ما حرم الله. وبالجملة فإن من يدعو ربه عليه أن يكون تائبا منيبا إليه متوجها نحوه بصدق وإخلاص له وحده من غير شريك تاركا للمعاصي والذنوب مجتنبا للرياء والسمعة والعجب.
والدعاء عند ختم القرآن مثله مثل إعطاء أجر العامل أجرته عند إكمال عمله فمن أتم عمله في التلاوة من ترتيل وتفكر وعمل جهده أن تكون تلاوته صحيحة خالصة لوجه الله تعالى فقد استحق الأجرة كاملة باستجابة دعائه كاملا ومن أنقص من ذلك شيئا فلله الحكم إن شاء أعطاه وإن شاء أجله بثواب يوم القيامة أو إصلاح في أمر دنياه وإن شاء منعه وهو أحكم الحاكمين.
٥٩- كان رسول الله ﷺ يقول عند ختم القرآن:
" اللهم ارحمني بالقرآن واجعله لي إماما وهدى ورحمة. اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار واجعله لي حجة يا رب العالمين".
رواه الأرجاني وأبو بكر بن الضحاك من رواية داؤد بن قيس(١٧)
وقد سبق الدعاء المأثور الذي علمه رسول الله ﷺ عليا بن أبي طالب رضي الله عنه في الحديث ٢٥. وليس تحديد الدعاء عند ختم القرآن حتم واجب بل إن أي دعاء من الأدعية المأثورة عن رسول الله ﷺ أو ما يصلح من دعاء لإصلاح أمر المرء في دينه ودنياه فهو حسن.
الباب السابع
القرآن في الصلاة
٦٠- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سئل رسول الله ﷺ :
أي الصلاة أفضل ؟ فقال:
" طول القنوت".
رواه مسلم


الصفحة التالية
Icon