طول القنوت أي طول القيام في الصلاة وأفضل القيام في صلاة الليل. لقد اختص الله بعض الأماكن كالبيت الحرام والمسجد النبوي واختص بعض الأفراد باختصاصات من عنده كالأنبياء وأولياء الله الصالحين واختص بعض الأوقات باختصاصات من عنده كإجابة الدعاء واختص دعوات في أوقات معينة تختلف في فضلها عن أوقات أخر. وما كان أفضل التلاوة في أوقات معينة يختلف في أوقات آخر. لذلك اختلفت الصلوات في طولها وفي أفضل ما يقرأ فيها من سور ومع أن تلاوة أي سورة من القرآن جائز في أي صلاة من الصلاوات إلا أن الله اختص سور معينة بثواب أعظم وإجابة دعوات أسرع والله أعلم.
٦١- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال صليت مع النبي ﷺ ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء قلنا وما هممت قال هممت أن أقعد وأذر النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه البخاري
كان ﷺ يطيل القيام في صلاة الليل حتى تورمت قدماه فلما سئل عن ذلك قال :" أفلا أكون عبدا شكورا"(١).
وقال تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ الَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً ﴾ (٢) وكان قيام الليل أول بدء دعوته ﷺ فريضة ثم خفف الله ذلك عن المسلمين بقوله ﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ﴾ (٣) وذلك أسلوب تربوي رائع في تربية الجيل الأول من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم على تكبد مشاق العبادة في وقت هم أحوج ما يكونون فيه على الصبر في سبيل الله تجاه أذى الكفار ولا يرفع من قواهم سوى إيمانهم الذين عليهم أن يدافعوا به عن دينهم وعقيدتهم.


الصفحة التالية
Icon