يسن أن تكون صلاة الجماعة بما يستطيعه أضعف الناس بين الجماعة فليس لله حاجة في إيذاء الضعفاء أو ملل المصلين من طول القيام قسرا ما دام فرض الصلاة يتم حتى بآيات قلائل وليس ذلك فحسب بل إن السنة النبوية تقرر فضل الصلاة الجماعة القصيرة على الطويلة مخافة الملل والسأم والضعف من قبل واحد أو أكثر من المصلين وهذا لا يتعارض مع تحديد وفعل رسول الله ﷺ ففعله قد حدد حدودا لطول وقصر الآيات والسور المحبذ الالتزام بها في الصلوات ومع ذلك فإن الميل إلى للتقليل هو سنة مؤكدة متى خيف السأم والضعف.
ومعاتبة رسول الله ﷺ لمعاذ تعليم له ولمن يتقدم لإمامة المسلمين بمراعاة الضعفاء من الاتباع والرعية دون إفراط أو تفريط ولا شطط ولا مغالاة. أما من أراد طول القيام ففي صلاة الليل سعة وأبعد عن الرياء وعن إيذاء الضعفاء من الناس ومن أحب طول القيام فليصل ذلك وحده فيما عدا الفريضة التي تكون أفضل ما هي عليه جماعة.
٧٠- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كان النبي ﷺ يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد حتى ما يجد أحدنا موضع جبهته.
رواه البخاري
سجود التلاوة سنة في أربعة عشر موضعا من القرآن الكريم ويسن السجود بعد تلاوة آيات السجود مباشرة والحديث يدل على تكرار ذلك من رسول الله ﷺ وأن ذلك كان يتم أثناء تعليمه ﷺ وتدريسه القرآن للصحابة الكرام وهم حوله مزدحمين حتى كان يسجد أحدهم على ظهر الآخر لعدم توفر أماكن لوضع الجبهة على الأرض وآيات السجود تحث على السجود بمدحها إياهم وتذم الكفار لامتناعهم عن السجود لله تعالى. مثل الأولى :
﴿ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً﴾.


الصفحة التالية
Icon