روى ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال :" الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كَفَتَاه " (٣) أي يمنعان عنه الأعداء والمصائب : أعداء الإنس والجن ومصائب الآخرة فيبقى في ليلته في حرز أمين قال تعال: ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ﴾ (٤) وربما يقصد " بكَفَتَاه " عظم أجرهما أو عظم الدعاء الوارد فيهما أو بأن يكون في أمان فإن مات مات على الإيمان. وهكذا قُرِنت خواتيم سورة البقرة وهي آيتان أو ثلاث آيات قوله تعالى : لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ.. إلى آخر السورة بسورة الفاتحة التي هي السبع المثاني. ويستحب في آخر قراءة هذه الثلاث آيات قول آمين كما في سورة الفاتحة، لأن الدعاء فيها دعاء جليل فقيه الدعاء بعدم المؤاخذة بالخطأ والنسيان وتشبه الفاتحة كذلك في احتوائها الدعاء بعدم سلوك صراط المغضوب عليهم والضالين بقوله تعالى :﴿ رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ﴾.
٧٤- عن أبي بن كعب (٥) رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :
" يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم " قلت الله ورسوله أعلم قال :" يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ " قال : قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال : والله ليهنك (٦) العلم أبا المنذر ".
رواه مسلم وأبو داؤد
انظر إلى أدب الصحابي الجليل مع رسول الله ﷺ بإجابته الله ورسوله أعلم مع علمه بالجواب. وهكذا كان أدب الرجال العظام الذين تأدبوا بآدابه ﷺ وربّاهم بنفسه فنعم الصحب صحبه ونعم الأدب أدبهم.
٧٥- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :


الصفحة التالية
Icon