في هذا الحديث جواز بل استحباب التلاوة أثناء السفر والمشي والركوب وفي الطريق وقد روي ذلك عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه. كما أن الحديث يدل على ضرورة تعاهد القرآن وتلاوته سفرا وحضرا كما أن تلاوة سورة الفتح يوم الفتح كانت سورة بالمناسبة لذلك يسن تلاوة الآيات أو السور التي لها علاقة بالمناسبة التي يمر بها المرء في حياته.
٨٢- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول :
" من قرأ سورة الواقعة كلَّ ليلة لم تُصِبهُ الفاقَةُ أبدا ".
أخرجه أبو عبيد وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي
٨٣- عن العرباض بن سارية (١١) رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول :
" إن فيهن آية خير من ألف آية ".
المسبحات هي خمس سور : الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن، ولعل الآية المشار إليها في الحديث ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللهِ ﴾ (١٢)... إلى آخر السورة.
القرآن كله خير وكله فاضل. فهل هناك آية أفضل من آية ؟ كل القرآن كتاب الله لكن موضوع الآية وما تحتوي يختلف عن آيات أخر فليس موضوع قل هو الله أحد وهو خلاصة التوحيد كموضوع " تبت يدا أبي لهب " وهي ذم واحد من الكفار فالموضوعان مختلفان وبذلك فُضِّلت الآية الأولى من حيث موضوعها على الآية الثانية في موضوعها لكن كلا الآيتين سواء من حيث أنهما كلام الله تعالى.
٨٤- عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :
" من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وُكِّلَ به سعين ألف مَلَك حتى يُمسي وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا ومن قال حين يُمسي كان بتلك المَنزِلة ".
رواه الترمذي


الصفحة التالية
Icon