إن كتاب الله عز وجل ليس هو الذي يشفي أو يبرئ فالله هو الذي بيده كل شيء قال الله تعالى :﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا ﴾ (٣). هذا في الوقت نفسه فإن الله تعالى قد أودع في هذا القرآن الكريم أسرارا وبركات جَمَّة بحيث إذا صادف تلاوة شيء منه وقت معين من قبل أشخاص مؤمنين برئ المريض وشفي السقيم كما قال تعالى :﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا ﴾(٤).
والرقية علاج نفسي ثبتت فائدته بالتجربة وأكَّده علماء النفس والأطباء المحدثون ولا ينحصر تأثيره على الأمراض النفسية بل يتعدى ذلك إلى الأمراض العضوية التي تعود أسبابها إلى أسباب نفسية كالرعب والخوف وما أشبهها التي تحتاج إلى طمأنينة لنفس المريض ودفع القلق والاضطراب النفسي عنه ولا غرابة في ذلك فمن أودع في الدواء أسرارا لتغلب على الأعراض المرضية ومن ثم الشفاء هو نفسه جل وعلا قد أودع أسرارا مشابهة في كتابه وكلامه ولدى الصالحين من عباده وفي الأوقات المباركة المخصوصة من الزمان ولله الأمر جميعا.
٩٦- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتابُ الله".
رواه البخاري
قال أبو الليث السمرقندي في كتاب بستان العارفين : التعليم على ثلاثة أوجه أحدها للحسبة ولا يأخذ به عوضا والثاني أن يعلِّم بالأجرة والثالث أن يعلِّم بغير شرط. فإن أُهدي إليه قبل الهدية.
فالأول مأجور وهو عمل الأنبياء عليهم السلام.
والثاني مختلف فيه : قال أصحابنا المتقدمون لا يجوز لقوله صلى الله عليه وسلم:


الصفحة التالية
Icon