" بلِّغوا عنِّي ولو آية " وقال جماعة من المتأخرين يجوز... وقالوا والأفضل للمعلم أن يشارط الأجرة للحفظ وتعليم الكتابة فإن شارط لتعليم القرآن أرجو أنه لا بأس له لأن المسلمين قد توارثوا ذلك واحتاجوا إليه.
وأما الثالث فيجوز في قولهم جميعا لأن النبي ﷺ كان معَلِّما للخلق وكان يقبل الهدية ولحديث اللديغ لما رقوه بالفاتحة وجعلوا له جُعلا وكان النبي ﷺ " واضربوا لي معَكُم فيها بسهمٍ"(٥).
لعل هذا الحديث تكملة لحديث اللديغ السابق لما قرره الصحابة في الأكل من أجر الذي رقى بالفاتحة بعد أن اتفق معهم على أن يجعلوا له جعلا. أما احتراف الرقية بالقرآن ابتغاء الكسب فهذا ما نهى عنه رسول الله ﷺ في الأحاديث السابقة ٩٣ و ٩٤.
٩٧- عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي ﷺ إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين ويَنفُثُ فلما اشتدَّ وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركَتِها.
رواه الثلاثة
في هذا الحديث دليل على شدة الحاجة للرقية فإن كان رسول الله ﷺ يرجو من الله الشفاء بقراءة المعوذتين فما بال غيره من المسلمين لا يرجون ذلك وفي الحديث دليل على جواز الرقية من المفضول لمن هو أفضل منه فكانت عائشة رضي الله عنها ترقي رسول الله ﷺ وهو سيد العالمين وترجوا بذلك أن يصيبها بعض بركاته بمسح يده.


الصفحة التالية
Icon