وَقَالَ ابن قاضي شهبه :(( كَانَ فقيهاً إماماً فِي النحو واللغة وغيرهما، شاعراً، وأما التفسير فهو إمام عصره )) (١).
وينبغي أن نعلم أن آراءه واختياراته كانت محط إعجاب اللاحقين له، وإذا أخذنا أحد تلك التفاسير التي جاءت بعده وليكن تفسير "روح المعاني " للآلوسي لوجدنا أنه نقل عَنْهُ قرابة مئة وتسعة وعشرين نصاً مصرحاً باسمه فيها، سوى ما لم يعزه إليه.
الفصل الثالث / سبب النزول
المبحث الأول
تعريفه :
أصح ما قيل فِي تعريف سبب النزول أنه : ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عَنْهُ أو مبينة لحكمه أيام وقوعه (٢).
والقيد الأخير مهم جداً فِي توضيح المراد، ويقصد بأيام وقوعه : صلاحية الوقت والزمن لأن يوجد فِيهِ تشريع، وعلى هذا نستطيع أن نقول أنه يمتد طيلة أيام نزول القرآن والتي استمرت حَتَّى وفاة رسول الله - ﷺ -.
المبحث الثاني
أنواعه :
مِن المعروف بديهة أن القرآن ينقسم الى قسمين (٣) :
الأول : ما نزل ابتداءً غير متعلق بحادثة أو سؤال، وَهُوَ أكثر القرآن مِنْ آيات العقائد والخلق وغيرها.
الثاني : ما نزل عقب واقعة أو سؤال، وهذا القسم هُوَ المعني بهذه الدراسة. وبهذا نعلم أن سبب النزول ينقسم إلى قسمين :
أ- أن تقع الحادثة أو تحصل واقعة فِي المجتمع المسلم فيرتبط بها سبب نزول مبيناً حكم الله فِي ذَلِكَ، أو توجيه المسلمين لما يفعلون حيالها.
ب-أن يُسأل رسول الله - ﷺ - عن أمرٍ فينزل الملك بشيءٍ مِن القرآن جواباً عَلَى ذَلِكَ السؤال.
المبحث الثالث
الحكمة مِنْ معرفة سبب النزول.

(١) طبقات الشافعية ٢/٢٥٦-٢٥٧.
(٢) مناهل العرفان ١/١٠٦.
(٣) الإتقان فِيْ علوم القرآن ١/٢٩.


الصفحة التالية
Icon