حكى السيوطي - رَحِمَهُ اللهُ - فِي الإتقان (١) عَن أحدهم أَنَّهُ لا فائدة فِي مَعْرِفَة أسباب النزول وإنها فرع مِنْ علم التأريخ أو تاريخ نزول القرآن. وهذا القول خطأ بلا ريب ممن قاله، إذ إن لسبب النزول دوراً فعالاً فِي الاهتداء إلى المعنى الأقرب لمراد الباري - عز وجل -، ولهذا نجد ابن دقيق العيد يقول :((بيان سبب النزول طريق قوي فِي فهم معاني القرآن )) (٢).
وَقَالَ ابن تيمية: (( معرفة سبب النزول يعين عَلَى فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب )) (٣).
وَقَالَ الواحدي :(( لا يمكن تفسير الآية دُوْنَ الوقوف عَلَى قصتها وبيان نزولها))(٤)، وأهم تلك الفوائد (٥) :
معرفة حكمة الله تعالى عَلَى التعيين فِي تشريعه.
الاستعانة عَلَى فهم الآية ودفع الإشكال عنها.
ومثاله : أنه أشكل على مروان بن الحكم قوله تعالى :﴿ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا ﴾ (٦) وَقَالَ : لئن كَانَ كل امرئ فرح بما أوتى، وأحب أن يحمد بما لَمْ يفعل معذباً، لنعذبن أجمعين. فأرسل إلى ابن عَبَّاس، فأخبره ابن عَبَّاس أنها نزلت فِي اليهود لما سألهم رسول الله - ﷺ - عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، وأظهروا لَهُ أنهم أخبروه بسؤاله، واستحمدوا إليه بذلك، وفرحوا بكتمانهم ما عرفوا (٧).
ومنها دفع توهم الحصر عمّا يفيد بظاهره الحصر.
(٢) الإتقان ١/٢٩.
(٣) مجموعة الفتاوى ١٣/١٨١.
(٤) أسباب نزول القرآن طبعتنا هَذِهِ.
(٥) انظر : الإتقان ١/٢٩، ومناهل العرفان ١/١٠٩ –١١٤.
(٦) آل عمران : ١٨٨.
(٧) انظر: أسباب نزول القرآن طبعتنا هَذِهِ.