(٢٦٠) أَخْبَرَنَا أبو إسحاق الثعالبي – رَحِمَهُ اللهُ –، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن حامد الوزان، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جعفر بن مُحَمَّد بن عَبْد الله المنادي، قَالَ : أخبرنا أبو داود سُلَيمان ابن الأشْعَث، قال : حَدَّثَنَا أبو تَوبَةَ الربيع بن نافع الحَلَبِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِية بن سَلام، عن زَيْد بن سلام، عن أبي سلام، قال: حَدَّثَنَا النُّعْمَان بن بشير، قَالَ: كنت عند مِنْبَر رَسُوْل /٦٧ أ/ الله - ﷺ - فقال رجلٌ : لا (١) أُبَالي أنْ لا أَعملَ عَمَلاً بعد أن أسقي الحاج، وقال الآخر: ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد أنْ أعْمُرَ المسجد الحرام، و(٢) قال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مِمَّا قلتم، فَزجرهم، عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله - ﷺ - - وهو يوم الجمعة -، ولكني إذا صليتُ دخلت فاستفيتُ رسول الله - ﷺ - فيما اختلفتم فيه. ففعل، فأنزل الله تعالى :
﴿ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ إلى قوله تَعَالَى :﴿ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾. رواه مُسْلِم (٣)
(٢) في الأصل :(( قال آخر ))، والمثبت من النسخ.
(٣) صَحِيْح مُسْلِم ٦/٣٦ (١٨٧٩)، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره (١٠٦٠)، والطبري في تفسيره ١٠/٩٥، وابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٦٧، وابن حبان في صحيحه ( ٤٥٩١ )، والطبراني في الأوسط ( ٤٢٣ )، والمصنف في الوسيط ٢/ ٤٨٥، والبغوي في تفسيره ( ١٠٣٩ ).
وأورده السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٤٤-١٤٥ وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
ونسبه ابن كثير في تفسيره ٢/ ٤٦٨، والسيوطي في لباب النقول ١/ ١١٥ إلى أبي داود، ولم نجده في سننه ولا في تحفة الأشراف، و المصنف أيضاً رَوَاهُ هنا من طريق أبي داود.
وأفاد القرطبي في تفسيره ٤/ ٢٩٣١ :(( أن بعض الرواة تسامح في قوله ؛ فأنزل الله الآية. وإنما قرأ النَّبِيّ - ﷺ - الآية علَى عمر حِيْنَ سأله فظن الرَّاوِي أنها نزلت حينئذٍ )).