البيت المعمور. ثم أُتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فأخذت اللبن، فقال : هي الفطرة التي أُتيت عليها وأمتك. ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم. فرجعت فمررت على موسى، فقال : بما أمرت ؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال : إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت، فوضع عني عشراً، فرجعت إلى موسى، فقال مثله. فرجعت فوضع عنى عشراً، فرجعت إلى موسى، فقال مثله. فرجعت فوضع عنى عشراً، فرجعت إلى موسى، فقال مثله. فرجعت فوضع عنى عشراً، فرجعت إلى موسى فقال مثله. فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت فقال مثله. فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرت ؟ قلت : بخمس صلوات كل يوم. قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة. فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. قال : سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم. قال : فلما جاوزت ناداني منادٍ : أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي )).
ومن هذا الحديث الشريف من أحاديث المصطفى ﷺ يتبين لنا حكم آخر من الأحكام المستخلصة من سورة الإسراء وهو مسألة فرض الصلاة.
(٤). مسألة وجوب بر الوالدين :
قال تعالى :﴿ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾.
قال ابن العربي :(٤)
" فيها خمس مسائل :
المسألة الأولى : قوله :﴿ وقضى ﴾.


الصفحة التالية
Icon