عاملا في الأرض" (تكوين/ ٤/ ٢)، "وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب" (تكوين/ ٦/ ٨)، " كان نوح رجلا بارا كاملا في أجياله" (تكوين/ ٦/ ٩)، "تنجح طريقي الذي أنا سالك فيه" (تكوين/ ٢٤/ ٤٢)، "فوضعت الخزامة في انفها" (تكوين/ ٢٤/ ٤٧)، "فاحب اسحق عيسو لان في فمه صيدا" (تكوين/ ٢٥/ ٢٨)، "فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم" (تكوين/ ٢٦/ ١٣)، "فالآن يا ابني اسمع لقولي في ما أنا آمرك به" (تكوين/ ٢٧/ ٨)، "ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض" (تكوين/ ٢٨/ ١٤)، "وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف والبسه ثياب بوص ووضع طوق ذهب في عنقه" (تكوين/ ٤١/ ٤٢)، "فتقدموا إلى الرجل الذي على بيت يوسف وكلموه في باب البيت" (تكوين/ ٤٣/ ١٩)، "أليس هذا هو الذي يشرب سيدي فيه؟" (تكوين/ ٤٤/ ٥)، "وحمل بنو إسرائيل يعقوب أباهم وأولادهم ونساءهم في العجلات التي أرسل فرعون لحمله" (تكوين/ ٤٦/ ٥)، "ومرّروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل" (خروج/ ١/ ١٤)، "خرج إلى إخوته لينظر في أثقالهم" (خروج/ ٢/ ١١)، "ما بالكنّ اسرعتنّ في المجيء اليوم" (خروج/ ٢/ ١٨)، "وقال الرب لموسى: عندما تذهب لترجع إلى مصر انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك واصنعها قدام فرعون" (خروج/ ٤/ ٢١)، "فذهب والتقاه في جبل الله وقبّله" (خروج/ ٤/ ٢٧)، "هما اللذان كَلّما فرعون ملك مصر في إخراج بني إسرائيل من مصر" (خروج/ ٦/ ٢٧)، " الدمامل كانت في العرّافين وفي كل المصريين" (خروج/ ٩/ ١١)، "تخبر في مسامع ابنك وابن ابنك بما فعلتُه في مصر وبآياتي التي صنعتها بينهم" (خروج/ ١٠/
٢)... إلخ، وهى بالمئات، إن لم تكن بالألوف. ومن هنا كان من السهل أن ندرك معنى قول القرطبى مثلا في الآية المذكورة: "وَيَجُوز أَنْ تَكُون الشَّمْس تَغِيب وَرَاءَهَا (أي وراء العَيْن الحَمِئَة) أَوْ مَعَهَا أَوْ عِنْدهَا، فَيُقَام حَرْف الصِّفَة مَقَام صَاحِبه". يقصد أن حروف الجر قد ينوب بعضها عن بعض، بمعنى أن يُسْتَعْمَل بعضها في مكان بعضها الآخر. وفى نفس المجرى يجرى ما نجده عند البغوى وأبى حيان، إذ نقرأ في تفسير الأول نقلا عن القتيبى أنه بجوز أن يكون المعنى هو أنه كان "عند الشمس" أو "في رأى العين" عين حمئة، أما الثاني فقد ذكر أن بعض البغداديين يفسر قوله تعالى: "في عين حمئة" بمعنى "عند عين حمئة".
بل إن في الكتاب المقدس عبارات كثيرة من نوع الآية القرآنية التي بين أيدينا بل أَوْغَل في مضمار الاستخدامات المجازية، ويقرؤها هؤلاء الذين يرددون تخطئة القرآن كما تفعل الببغاوات الغبية، لكن دون فهم أو تمييز، ومن ثم لا يخطر في بالهم أن يقفوا ويتدبروا ويفكروا في أمر هذا التشابه في الاستعمالات الأسلوبية وأنه مسألة عادية جدا لأنه هكذا كانت اللغة وهكذا ستظل إلى يوم يبعثون. وهم في هذا كالكلب الذي ربّاه صاحبه على نباح المارة وعضِّهم، فكلما رأى شخصا مارًّا من أمام البيت نبحه وعضه دون تفكير. لنأخذ مثلا الشواهد التالية: "اما هما في عبر الأردن وراء طريق غروب الشمس في ارض الكنعانيين..." (تثنية/ ١١/ ٣٠)، "هكذا يبيد جميع اعدائك يا رب. واحباؤه كخروج الشمس في جبروتها" (قضاة/ ٥/ ٣١)، "هكذا قال الرب: هانذا أقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك إمام عينيك واعطيهنّ لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس" (صموئيل ٢/ ١٢/ ١١)، "وقلت لهما: لا تفتح أبواب أورشليم حتى تَحْمَى الشمس" (نحميا/ ٧/ ٣)، "قدام الشمس يمتد اسمه" (مزامير/ ٧٢/ ١٧)، "ثم رجعت ورأيت كل المظالم التي تجرى تحت الشمس" (الجامعة/ ٤/ ١)، "ويخجل القمر وتَخْزَى الشمس" (إشعيا/ ٢٤/ ٢٣)، "واظلمت الشمس وانشقّ حجاب الهيكل من وسطه" (لوقا/ ٢٣/ ٤٤)، "انك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض ومن وجهك اختفِي وأكون تائها وهاربا في الأرض. فيكون كل من وجدني يقتلني" (تكوين/ ٤/ ١٤)، "وفسدت الأرض إمام الله وامتلأت الأرض ظلما" (تكوين/ ٦/ ١١)، "الآن قم اخرج من هذه الأرض" (تكوين/ ٣١/ ١٣)، "وأدخلكم إلى الأرض التي رفعت يدي أن أعطيها لإبراهيم" (خروج/ ٦/ ٨)، "واستراحت الأرض من الحرب" (يشوع/ ١٤/ ١٥)، "دور يمضي ودور يجيء والأرض قائمة إلى الأبد" (جامعة/ ١/ ٤)، "فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية. على العين التي في طريق شور" (تكوين/ ١٦/ ٧). ومن الواضح أن هذا كله على خلاف


الصفحة التالية
Icon