١٥. قال تعالى:﴿يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا﴾. المزمل ١٤ مما هو معلوم بالبديهة " أن ما يقع على الكل فهو واقع على بعضه " والأرض كل.. والجبال بعض من هذا الكل فما يجري على الأرض هو جار على الجبال بدعوى البديهة فلم قال تعالى ترجف الأرض والجبال.. ولو قال تعالى ترجف الأرض لما شك أحد أن الجبال لا ترجف فلماذا ذكر الجبال.. ؟؟؟
أليست أوتاد الخيمة هي بعض من الخيمة ؟؟ لكن هل ارتجاج الخيمة يعني بالضرورة ارتجاج الأوتاد ؟؟ قطعا لا.. أليست الجبال هي أوتاد الأرض لقوله تعالى﴿والجبال أوتادا﴾النبأ ٧ فهل ارتجاج الأرض يعني بالضرورة ارتجاج أوتادها.. بل من المنطق أن الوتد ثابت لا يرتج.. لكن في هذا المشهد ذكر الحق سبحانه الجبال وكذلك في مشاهد أخرى كي يشعر بهول وشدة ذلك اليوم وقوة ارتجاج الأرض حتى ارتجت أوتادها..
١٦. قال تعالى:﴿أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأرت أن أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا﴾وقال تعالى:﴿وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما﴾وقال تعالى﴿وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك﴾الكهف.. ٧٩ –٨٠ –٨١-٨٢.. لماذا تغير لفظ الإرادة في كل حالة من الحالات الثلاث ( السفينة والغلام والجدار ).. ؟؟؟
العبد الصالح أخذ بعين الاعتبار في هذه المراحل جانب الحيثية الزمانية المتعلقة بالحدث.. فالمرء يملك أي ( مريد ) لفعله في الوقت الحاضر لكنه لا يملك –استحالة الإرادة –فعله في المستقبل والماضي، إذ الإرادة متأخرة على الزمن في الماضي.. وهي أي (الإرادة )متقدمة على الزمن في المستقبل، وشرطها الأساس هو اتفاق الحدث مع زمن الحدوث، والله يقول ﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله﴾.. فخرق السفينة حدث مناط بغاية حاضرة وهي أن الملك يأخذ كل سفينة غصبا في الوقت الحاضر.. وهذا أمر مما يملك الإنسان الإرادة به لاتفاق الفعل مع زمن إرادته وبالتالي هو مما يستدرك في وقته فنسب الإرادة إليه فقال ﴿ أردت ﴾.. أما قتل الغلام ففيه حيثيتين زمنيتين هما الحاضر والمستقبل.. الحاضر المتمثل ( بقتل الغلام )والمستقبل المتمثل بقوله ﴿ فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ﴾ فكانت الإرادة بالاشتراك بين حاضر ومستقبل فقال ﴿ أردنا ﴾.. أما إقامة الجدار ففيها ثلاث حيثيات الحاضر والمتمثل بإقامة الجدار، والمستقبل المتمثل باستخراج المساكين لكنزهم، والماضي المتمثل بصلاح الأب فكأنه قد أقام الجدار في الحاضر ليستخرجا كنزهما في المستقبل إكراما لأبيهما الصالح في الماضي فقال ﴿ فأراد ربك ﴾ باعتبار خروج الحيثيات الثلاث عن حدود الإرادة الإنسانية للإرادة الإلهية المطلقة –زمنا ومكانا وكيفا -..
١٧. قال تعالى ﴿ أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن ﴾.. تبارك ١٩.. لماذا تقدمت لفظة (صافات ) على ( يقبضن ).. ؟؟؟
للطير حالتان.. الأولى وهو على الأرض وهذه تناسب قبض الجناح وليس البسط.. والثانية في جو السماء وهذه تناسب بسط الجناح وليس القبض.. فقدم سبحانه لفظة (صافات) على يقبضن لتناسب سياق الآية وهي تتكلم عن الطير وهو في السماء وليس على الأرض..
١٨. قال تعالى :﴿ إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ﴾.. النمل ٢٣.. لماذا قال الهدهد امرأة تملكهم ولم يقل ملكة تملكهم.. وهي ملكة حقا.. ؟؟؟
كأن الهدهد قد استقبح من قوم –رجال-أنهم قد ملكوا أمرهم امرأة فجاء باللفظ الذي يضع المرأة من الحياة موضعها الذي تقتضيه فطرة الخلق بل قوامة الخلق وهو أن الرجال قوامون على النساء وليس النساء قائمات بأمر الرجال.. وزاد هذا الهدهد بهذا المعنى أن عظّم عرشها وهو من ملكها ولم يعظمها وهي المالكة فقال ﴿ ولها عرش عظيم ﴾..
١٩. قال تعالى :﴿ والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه من الكاذبين ويدرؤ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ﴾.. النور ٦-٧-٨-٩ لماذا قال تعالى في الرجل الكاذب لعنة الله عليه وقال في المرأة الكاذبة غضب الله عليها.. ؟؟؟


الصفحة التالية
Icon