" فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا" ٧١ من سورة الكهف.
فالخرق هذا كما يتبيّن من استقراء الآيات الكريمات عاليات الذكر والتي ورد فيها لفظ الخرق في القرآن الكريم يُظهر بوضوح أن الخرق وصف فاسد لا يجوز في حقه سبحانه وتعالى نهائيا.
"فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴿٤٣﴾ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (٤٤) من سورة فاطر.
"سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا" (٢٣) من سورة الفتح.
"يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" ٢٦ من سورة النساء.
فسنن الله "قوانينه" يصرفها كيف يشاء بلا خرق أو تخريق وهي هي دائما من غير تبديل أو تحويل، ولو كان هناك لها من تخريق لكان حدث لها تبديل أو تحويل وهذا ما لم يكن ولن يكون.
٤ " السالم من المعارضة "، فهل هناك من أحد يستطيع أن يقوم بشيء من أفعال الله حتى تكون هناك من إمكانية للمعارضة، ثم يقتصر الله على أفعاله التي لا يمكن أن تعارض ؟؟؟؟!!!!!.
فالانسان يحتاج الى إذن من الله في كل شيء، فهذا ملكه وكيف يتصرف بملكه من غير اذنه، وما دمت عبدا مملوكا تحتاج للإذن حتى في أخذ نفس هواء واحد فكيف تجعل نفسك لله ندا – تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا – قال تعالى :" وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا" ٣٠ من سورة الإنسان.
٥ "يظهره الله تعالى على يد احد انبيائه، تصديقًا له في دعوته" يقول الله عن الآيات وهي المفهوم الشرعي الذي حُرِّف عنه مفهوم المعجزة الساقط شرعا، و وضعوه بديلاً لمفهوم الكتاب، انظر الآية التالية :
" وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا (٥٩) من سورة الإسراء.
(إلا أداة حصرٍهنا) أي أن الآية ترسل فقط للتخويف وليس لتصديق النبي فالنبي اصلا معروف بصدقه في قومه ولا يعلم عليه غير ذلك ؟؟؟؟!!!!!
٦ " الأفعال المخالفة لما تعوَّد عليه الناس وألفوه " تهافت وصفي، يوهم أن المعجزة هي فقط من الله والعادة هذه ليست منه ولا توجب التصديق والإيمان للخالق البارئ المصور، بالرغم من بطلان مفهوم المعجزة، وتوهم المعجزة ان ما اعتاد عليه الناس من الاشياء والمخلوقات مع دقة خلقها وتدبيرها ولطف صنيعها لا تكف كي يؤمن احدهم بالله عز وجل فهي لا ينظر اليها فهي عادة ( قبحَ اللهُ هذا الفهم) فما يسمونه بالعادة هي آياتٌ أيضاً على قدرة وحكمة وجبروت الله المجيد العلي.
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" ١٦٤ من سورة البقرة.
فهل هذه الأمور العظام (آيات الله) في نظركم عادات أم معجزات ؟؟؟!!!!!!!..
أو أن الله تعالى لا يحسن التفريق بين ما حسبوه خرقاً للعادة وما ليس بخرق للعادة حسب زعمهم ؟؟؟؟؟!!!.
٧ " وأن يكون الغرض من ظهور هذا الفعل الخارق هو تحدي المنكرين"
والتحدي في اللسان العربي هو" الدعوة إلى المباراة ومنازعة الغلبة" وهذا المفهوم لا يجوز في حقه سبحانه تعالى وليس موجودا في الكتاب والسنة، ويكفيكم ان تعلموا ان لو أتى بطل العالم في الملاكمة مثلا وتحدى طفلا صغيرا قد تعلم لتوه المشي على قدميه، لوصفنا ذلك البطل بلا شك بالعته والخبل والحماقة، فقد جن الرجل، فهل الله يبارينا وينازعنا الغلبة، ولبئس ما وصفتم به الله عز وجل.
٨ " وأن تكون المعجزة على شاكلة ما برع فيه قوم النبي. " وهنا نقيسها حسب أفهامهم هم فلا تستقيم عقلا وتتناقض أشد التناقض، فكأن المعجزة من جنس صناعة القوم، وعليه فيكون قوم النبي قد برعوا في الخوارق والمعجزات ؟!!!! وهل برع قوم عيسى عليه السلام في إحياء الموتى؟؟؟.
وكما أن استقراءها من النصوص لا يظهر ذلك الأمر.
٩ الآية في اللسان العربي هي علامة تشير إلى بديع خلق الله وقدرته تعرفنا على الله الملك القدوس الملك بإشارات وعلوم في منتهى الدقة والروعة فإن استعضنا عنها بالمعجزة الخرقاء، عجزنا عن معرفة الله كما عَرًّف نفسه، لأن المعجزة أعجزتنا وولدت في أنفسنا الكفاية الخرقاء.