١٠ هي سوء أدب في التعامل مع الله فهي تريد أن تقول لنا : أن الله لم يعرف أن يضع كلمة مناسبة لأفعاله تلك ولا يمكنه الشرح والتفسير و التوضيح بشكل واضح بين لأفعاله، وعليه فقد جئنا نحن لنوضح له ذلك وكي نصحح ونوضح مقاصد الله عز وجل فهو قاصر عن البيان والتوضيح وليس يدري بالبلاغة ولا دلالات الألفاظ كما نعلمها نحن - حسبي الله ونعم الوكيل -.
" وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا" ٣٣ من سورة الفرقان.
ومن يريد ان يشرح المعجزة عليه ان يشرحها ايضا لرسولنا الكريم محمد بن عبد الله فهو لم يُعلّمها للناس ولا يَعلمها من الدين، فوا عجبي !!!!!!!!!.
١١ هي تحريف للكلم عن مواضعه وتبديل لكلمات الله وحكمها أنها حرام شرعا قطعا بتا ولا يجوز إطلاقها ابدا.
وتلخيص لما سبق نرى:
إن مفهوم المعجزة والتخريق لها لا يوجد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إنما هي آيات وهي علامات ضمن السنن الكونية التي أبدعها الله وهي موجودة ضمن الإمكانيات السننية نفسها بلا تخريق ولا خرق وتلك الإمكانيات موجودة ضمن السننية نفسها.
"اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا "٤٣
ويكفيك أن تعلم أن الله استخدم نفس اللفظة لما عهده الناس من آيات ولما لم يعهدوه فظنوه تخريقا من آيات أخرى، فهذه الآيات إمكانيات قائمة ضمن السننية وما لم يعهده منها الناس يظهره الله لتكون علامة بينة للناس تخوفهم وتدعوهم إلى الإعتبار والإتعاظ وتشير لهم إلى حكمة الله عز وجل وتهديهم سواء السبيل.
"وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا "٥٩
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" ١٦٤
فإن نظرت في الآية عالية الذكر فهي أمور معهودة وهي آيات وتلك التي لم نعهدها آيات أيضا فيرسل ما يشاء الله منها بلا خرق أو تخريق أو إعجاز.
ويكفيك أن تعرف علاوة على ما ذكر أن تبديل كلمة الآية بالمعجزة (التي لم ترد لا في القرآن ولا في السنة ) هو:-
١- تبديل لكلمات الله :
" وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ٣٤ "
"وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ١١٥ "
٢- تعليم لله بدينه:
"قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١٦"
٣- تقديم بين يدي الله ورسوله:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١ "
١١٢٢٧٠ - عن ابن مسعود أنه كان يقول : إنما هما اثنتان الكلام والهدي، فأحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد، ألا وإياكم ومحدثات الأمور، فإن شر الأمور محدثاتها، إن كل محدثة بدعة، وفي لفظ : غير أنكم تستحدثون ويحدث لكم، فكل محدثة ضلالة وكل ضلالة في النار
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: مشهور - المحدث: ابن تيمية - المصدر: بيان الدليل - الصفحة أو الرقم: ١٧٣
ولو خرج علي أحد وقال ما وجدنا هذا في كلام علمائنا فسأقول له وأنا أيضا لم أجد المعجزة ولا التخريق في كتاب ربي وهدي نبيي، فمن منا أحق بالهدى - ولكن أكثر الناس لا يعلمون -
وبعد هذا يتبين أن إطلاقها وإستخدامها بعد وعي شناعتها حرام شرعا نصا قطعا بتا.
هذا ما ندين لله به من غير اتباع أعمى لقول أحدهم مهما بلغ شأنه فليس هناك من يرفع كلامه على كلام الله عز وجل ويترك القرآن وهدي النبي لفهمه وكلامه مهما كان.
=============
( ٣٨ ) فائدة مهمّة لآية الكرسي..
ذكرها الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين رحم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعضاء و زوار شمس الهدى
قال تعالى :