٤/ وقد تكون مغتصبة :﴿ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ﴾ [يوسف : ٢٤]. لكل فعل إنساني ثلاث مراحل : إدراك ووجدان ونزوع، ولقد أتمت امرأة العزيز الفعل بأكمله، ولكن الفعل وقف عند يوسف عند مرحلتي الإدراك والوجدان ( مراحل نفسية داخلية)، وتوقف عند النزوع (حيث لا حساب)، لأمر أظهره له الله تعالى :﴿ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف : ٢٤].
٥/ وقد تلجأ إلى المطاردة :﴿ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ ﴾ [يوسف : ٢٥].
٦/ وقد تلجأ إلى العنف لتحقيق مرادها :﴿ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ ﴾ [يوسف : ٢٥].
٧/ وقد تستخدم الكذب وقول الزور عند افتضاح أمرها :﴿ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [يوسف : ٢٥].
٨/ ولها من النفوذ ما يجعلها تقترح العقوبة :﴿ إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [يوسف : ٢٥].
٩/ ضعف شخصية الزوج :(إما لضعف شخصيته أو لعجزه الجنسي أو الخوف من تأثير الفضيحة على مستقبله السياسي) وعدم المقدرة على توجيه الاتهام مباشرة إلى زوجته فعد تكشف إدانتها واللجوء إلى تعميم الاتهام إلى عموم جنس المرأة :﴿ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ [يوسف : ٢٨].
١٠/ المساواة بين الجاني والمجني عليه، والهزل في توقيع العقاب :﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ﴾ [يوسف : ٢٩].
١١/ الفراغ وشيوع النميمة بين نساء هذه الطبقة وكثرة القيل والقال :﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً ﴾ [يوسف : ٣٠].
١٢/ نقل الوشايات :﴿ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ ﴾.
١٣/ البذخ والتعود على إقامة الحفلات واتباع أصول الإتيكيت، من إرسال للدعوات وإعداد تدابير الحفل :﴿ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً ﴾.
١٤/ تقدم فن الإتيكيت، وتقديم السرفيس لكل فرد في الأكل :﴿ وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً ﴾.
١٥/ الجبروت في التعامل مع الرفيق والخدم :﴿ وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ﴾.
١٦/ الدراية بالرجال وشدة الانبهار بهم والتمييز بين كريم المحتد وغيره :﴿ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴾ [يوسف : ٣١].
١٧/ المكاشفة بالفحش وعدم الخجل منه، ولكن داخل نفس الطبقة :﴿ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ﴾ [يوسف : ٣٢].
١٩/ الإصرار على ممارسة الفاحشة والتهديد باستخدام النفوذ لتحقيقها :﴿ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ [يوسف : ٣٢].
٢٠/ تلفيق التهم لأبرياء، حتى وإن ثبتت براءتهم :﴿ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ﴾ [يوسف : ٣٥].
٢١/ الفساد السياسي ( التعتيم على الجرائم وعدم رفعها إلى الملك) :﴿ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ﴾ [يوسف : ٥٠]. ﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ ﴾.
٢٢/ الاعتراف بالحق حينما تتأزم الأمور :﴿ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [يوسف : ٥١].
٢٣/ الاعتراف فيه راحة لجميع الأطراف :﴿ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ﴾ [يوسف : ٥٢]. فإن كان القول لامرأة العزيز، ففي ذلك راحة لزوجها من شك الخيانة ورفع لرأسه أمام الملأ، وإن كان القول ليوسف عليه السلام، ففه رد لجميل عزيز مصر الذي آواه وأكرم مثواه.
٢٤/ أغفل القرآن الكريم حكم الملك في هذه القضية : لأسباب لا يعلمها إلا الله، وتجاوزه إلى أمره ليوسف أن يكون من أفراد الحكم ﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ﴾ [يوسف : ٥٤].
خامساً : العلاج الواقي من الوقوع في الفواحش داخل البيوت من خلال سورة يوسف عليه السلام :
١/ - الحذر من الإقامة الدائمة للخدم داخل البيوت، حتى ولو كانوا قد تربوا فيها صغاراً.
٢/ - عدم مشروعية التبني.
٣/ - عدم مشروعية الخلوة بالخدم.
٤/ - الحذر من الفراغ والنميمة وكثرة القيل والقال.
٥/ - غض البصر للرجل والمرأة، على حد سواء.
٦/ - الحذر من المجالس السيئة.
سادساً : القوانين الإلهية الأزلية في سورة يوسف :
١/ - ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يوسف : ٥].