وقد أَكثَر الأُدباء من جَمع المعاني الخاصة بمادة عجز ؛ فقد نظمت قصائدَ كثيرة منها قصيدةٌ للشيخ يوسف بن عِمْرانَ الحَلَبيّ يَمدَحُ قاضِياً، جمع فيها معاني مختلفة لمادة عجز، وإن كان يظهر في بعض تراكيبها تَكَلُّفُ إلا أنها جمعت فأوعت، نوردها لتبيان عبقرية العرب في النظم، وسعة اللغة العربية، والقصيدة هي :
لِحاظٌ دونها غُولُ العَجُوزِ … وشَكَّتْ ضِعْفَ أَضعافِ العَجُوزِ
(الأُولى المنية)
(الثانية الإبرة)
لِحاظُ رَشاً لها أَشْراكُ جَفْنٍ … فكَم قَنَصَت مِثالي من عَجُوزِ
(الأَسَد)
وكَم أَصْمَتْ ولم تعرِف مُحِبّاً … كما الكُسَعِيُّ في رَمْيِ العَجُوزِ
(الخمر)
وكمْ فتَكَتْ بقلبي ناظِراه … كما فتكَتْ بشاةٍ من عَجُوزِ
(الذئب)
وكم أَطفَى لَمَاهُ العَذْبُ قَلْباً…… أَضَرَّ به اللَّهيبُ من العَجُوزِ
(حِمار الوَحْش)
وكم خَبَلٍ شَفَاهُ اللهُ منه … كذا جِلْدُ العَجُوزِ شِفَا العَجُوزِ
(الأَوَّل الضَّبُع)
(الثاني الكَلَب)
إذا ما زارَ نَمَّ عليه عَرْفٌ … وقد تَحْلُو الحَبائِبُ بالعَجُوزِ
(النَّميمة)
رَشَفْت من المَراشِف منه ظَلْماً… أَلَذَّ جَنىً وأَحْلَى من عَجُوزِ
(نوع من التَّمر)
وجَدْتُ الثَّغْرَ عندَ الصُّبْحِ منه شَذاهُ دُونَه نَشْرُ العَجُوزِ
(المسك)
أَجُرُّ ذُيولَ كِبْرٍ إنْ سَقانِي براحَتِهِ العَجُوزَ على العَجُوزِ
(الأَول الخمر) و (الثاني المَلك)
برُوحِي مَنْ أُتاجِرُ في هَواه … فَأُدْعَى بينَ قَومِي بالعَجُوزِ
(التَّاجِر)
مُقِيمٌ لَمْ أَحُلْ في الحَيِّ عنه … إذا غَيري دَعَوْه بالعَجُوزِ
(المُسافِر)
جَرَى حُبِّيه مجرى الروح منّي … كجَرْيِ الماءِ في رُطَبِ العَجُوز
(النَّخْلَة)
وأَخرَسَ حُبّه منّي لِسانِي…… وقد أَلْقَى المَفاصِلَ في العَجُوزِ
(الرَّعشة)
وصَيَّرَنِي الهَوَى من فَرْطِ سُقْمِي…… شَبيهَ السِّلْكِ في سَمِّ العَجُوز
(الإبرة)