لَيْسَ بتكرار لِأَن الأول فِي حق الْكفَّار وَالثَّانِي فِي حق أهل الْكتاب
٩٦ - قَوْله ﴿وَمن أظلم مِمَّن افترى على الله كذبا أَو كذب بآياته إِنَّه لَا يفلح الظَّالِمُونَ﴾ وَقَالَ فِي يُونُس ﴿فَمن أظلم﴾ وَختم الْآيَة بقوله ﴿إِنَّه لَا يفلح المجرمون﴾ لِأَن الْآيَات الَّتِي تقدّمت فِي هَذِه السُّورَة عطف بَعْضهَا على بعض بِالْوَاو وَهُوَ قَوْله ﴿وأوحي إِلَيّ هَذَا الْقُرْآن لأنذركم بِهِ وَمن بلغ﴾ إِلَى ﴿وإنني بَرِيء مِمَّا تشركون﴾ ثمَّ قَالَ ﴿وَمن أظلم﴾ وَختم الْآيَة بقوله ﴿الظَّالِمُونَ﴾ ليَكُون آخر الْآيَة لفقا لأوّل الأولى
وَأما فِي سُورَة يُونُس فالآيات الَّتِي تقدّمت عطف بَعْضهَا على بعض بِالْفَاءِ وَهُوَ قَوْله ﴿فقد لَبِثت فِيكُم عمرا من قبله أَفلا تعقلون﴾ ثمَّ قَالَ ﴿فَمن أظلم﴾ بِالْفَاءِ وَختم الْآيَة بقوله ﴿المجرمون﴾ أَيْضا مُوَافقَة لما قبلهَا وَهُوَ ﴿كَذَلِك نجزي الْقَوْم الْمُجْرمين﴾ فوصفهم بِأَنَّهُم مجرمون وَقَالَ بعده ﴿ثمَّ جَعَلْنَاكُمْ خلائف فِي الأَرْض من بعدهمْ﴾ فختم الْآيَة بقوله ﴿المجرمون﴾ ليعلم أَن سَبِيل هَؤُلَاءِ سَبِيل من تقدمهم
٩٧ - قَوْله ﴿وَمِنْهُم من يستمع إِلَيْك﴾ وَفِي يُونُس ﴿يَسْتَمِعُون﴾ لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة نزل فِي أبي سُفْيَان وَالنضْر بن الْحَارِث وَعتبَة وَشَيْبَة وَأُميَّة وَأبي بن خلف فَلم يكثروا كَثْرَة من فِي يُونُس لِأَن المُرَاد بهم فِي يُونُس جَمِيع الْكفَّار فَحمل هَهُنَا مرّة على لفظ من فَوحد لقلتهم وَمرَّة على